رحبت فرنسا بإطلاق أول دورية مختلطة بمدينة غاو بشمال مالي في إطار عملية السلام والمصالحة بين القوات المسلحة المالية والحركات الموقعة على اتفاق الجزائر. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال - في تصريح امس إن هذه الخطوة المهمة جاءت بعد أسابيع من الهجوم الارهابي الذي استهدف ذات المنطقة للعناصر التي كانت تستعد للمشاركة في هذه الدورية. وأكد نادال أن التزام كافة الأطراف الملموس باتفاق الجزائر يمثل ردا واضحا على أعداء السلام، مشيرا إلى تشجيع بلاده لتنفيذ التعهدات الأخرى المقطوعة خلال الاجتماع رفيع المستوى الذي انعقد في العاشر من فبراير في باماكو والمتمثّلة في تشكيل دوريات مختلطة في مناطق أخرى وتعيين سلطات انتقالية إقليمية والإعداد لمؤتمر وفاق وطني. من جانبه، اعتبر وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، أمس، أن عملية السلام في شمال مالي ”في المسار الصحيح”، بعد البدء بتسيير دوريات مشتركة بين الجنود الماليين والمسلحين السابقين. وقال لودريان بعد لقاء مع الرئيس المالي ابراهيم أبوبكر كيتا في باماكو ”أعتقد أننا في المسار الصحيح”. وبعد إرجاء تنفيذ اتفاق السلام الموقع عام 2015 عدة مرات، تشكلت في غاو، كبرى مدن شمال البلاد، أولى الدوريات المشتركة المؤلفة من جنود ماليين ومقاتلين من مجموعات مؤيدة للحكومة وعناصر من حركة التمرد السابقة التي يهيمن عليها الطوارق، تمهيدا لإعادة بناء جيش مالي موحد. في المقابل، أرجئ مجددا بدء تسلم السلطات الانتقالية مهامها في كيدال، معقل حركة التمرد السابقة، بسبب اعتراضات على تعيينات في الحكومة. رغم ذلك قال لودريان ”أعتقد أنني أرى مؤشرات تطور إيجابية” مع تعيين رؤساء السلطات الانتقالية في خمس مناطق من الشمال. وكان الوزير أبدى في نهاية 2016 استياءه حيال البطء في تطبيق عملية السلام ودعا الرئيس المالي إلى القيام ب”المبادرات الضرورية” لتسريع الآلية، ما أثار توترا بين البلدين. وقال لودريان في العاصمة المالية ”أجرينا محادثات مكثفة تسمح لي اليوم بإبداء تفاؤل حيال الوضع”.