حرّك الجيش الأمريكي وحدات بحرية قتالية صوب شبه الجزيرة الكورية، وذلك في ظل تصاعد المخاوف من التهديدات التي يشكلها البرنامج النووي لكوريا الشمالية. وأعلن المتحدث باسم القيادة الأمريكية في المحيط الهادئ، ديف بنهام، عن توجّه حاملة الطائرات الأمريكية كارل فنسون وأسطولها الجوي بالإضافة لمدمرتين قاذفتين للصواريخ وطرّاد قاذف للصواريخ، صوب شبه الجزيرة الكورية، وبأنها وضعت تحت التصرف ”كإجراء احتياطي”، معلّلا ذلك ب”التهديد النووي الذي تمثله كوريا الشمالية”. ونقل راديو ”سوا” عن بنهام قوله: ”لقد أمرت مجموعة كارل فنسون القتالية بأن تكون تحت التصرف وموجودة في غرب المحيط الهادئ، وذلك كإجراء احتياطي”، موضحا أن ”التهديد الأول في المنطقة لا يزال كوريا الشمالية، وذلك بسبب برنامجها الصاروخي غير المسؤول والمزعزع للاستقرار والمتهور ومواصلتها الأبحاث بغية امتلاك أسلحة نووية”. وكان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون قد أكد، أمس الأول، أن بلاده مستعدة ل”التحرك بمفردها” ضد كوريا الشمالية إذا تطلّب الأمر. ويأتي هذا التطور بعد أيام من إجراء بيونغ يانغ تجربة صاروخية جديدة، وذلك بعيد مناورات عسكرية مشتركة بين كل من كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة، لمواجهة خطر إطلاق غواصات كورية شمالية صواريخ بحر أرض استراتيجية. ومن المقرر أن تجري كوريا الجنوبية والولايات المتحدة مناورات عسكرية مشتركة في 13 و21 و26 أفريل الجاري، بالقرب من الحدود بين الكوريتين، بحسب وزارة دفاع كوريا الجنوبية. ومن جهته يعتزم الجيش الكوري الجنوبي نشر طائرات بدون طيار للدفاع عن القواعد الجوية الرئيسية للبلاد. وقالت يونهاب الكورية إنّ القوات الجوية كلفت مؤخرا مشروعا بحثيا لاستخدام الطائرات بدون طيار للقيام بعمليات فوق القواعد الجوية. ويهدف المشروع إلى زيادة تعزيز الرصد حول القواعد الجوية من خلال نشر الطائرات بدون طيار في المنشآت الرئيسية التابعة للقوات الجوية. وقالت القوات الجوية الكورية إنها تستخدم الدوائر التلفزيونية المغلقة وأصول المراقبة الأخرى حاليا، غير أنه من الضروري تعزيز المراقبة لاكتشاف وتتبع تسلل ”العدو” بشكل أكثر دقة وبوتيرة أسرع. وفي السياق قال مسؤول روسي إنّ إرسال واشنطن للقطع البحرية قتالية إلى سواحل شبه الجزيرة الكورية قد يدفع كوريا الشمالية إلى أعمال عدائية. ونقلت وكالة ”سبوتنيك” عن رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي فيكتور أوزيروف قوله اليوم ”إن لم تنتهك البحرية الأمريكية قواعد الاتفاقات الدولية، فيمكن لها التواجد في أي نقطة في المحيط، ولكن وجودهم قبالة سواحل كوريا الشمالية غير مرغوب به في ضوء الحاجة إلى بناء مفاوضات مع بيونغ يانغ”.