قام النائب الاشتراكي الفرنسي جيل بارينو، المعروف بعلاقاته الجيدة مع المغرب، بالتقدم بشكوى لدى مسؤولي الاتحاد الأوروبي ضد السفير الجزائري ببروكسل عمار بلاني، بسبب الانتقادات التي سبق وأن وجهها ممثل الحكومة الجزائرية إلى فرنسا والاتحاد الأوروبي بسبب مواقفهما من قضية الصحراء الغربية وانحيازهما للمغرب. راسل النائب الفرنسي قيادات عليا في الاتحاد الأوروبي، في خطوة ترمي إلى إلحاق الضرر بالجزائر في ظل الحملة الأخيرة التي يقوم بها المخزن ضد الجزائر بسبب الرعايا السوريين وتطوراتها الأخيرة، التي وصلت إلى غاية إبلاغ الحكومة الجزائرية تحججها الرسمي للسفير المغربي بالجزائر أول أمس الأحد. النائب الفرنسي راسل قيادات عليا في الاتحاد الأوروبي من أجل إحراج الجزائر، حيث أرسل نسخا من الشكوى إلى جون مارك إيرول مسؤول الدبلوماسية الفرنسية، وفيديريكا مورغيني، الهيئة العليا للاتحاد الأوروبي المكلف بالقضايا الخارجية والسياسية الأمنية ورئيس البرلمان الأوروبي انطونيو تاجيني. ووصف النائب تصريحات عمار بلاني ب”باستعمال اللغة غير اللائقة” و”الفاحشة والمتضمنة لتشهير” وغير المتطابقة مع المهام الدبلوماسية الموكلة إليه. وأضاف النائب ”أنتم تقولون إن الجزائر التي تمثلونها في المؤسسات الأوروبية لا يجب أن تذكر كعامل للسلام في قضية الصحراء الغربية، متهما الجزائر بإمداد جبهة البولويزاريو بالأسلحة، وقد أرسل نسخة إلى السفير بلاني ووزارة الخارجية الفرنسية. وكان سفير الجزائر ببروكسل قد أكد في تصريحات لجريدة ”أفريك آزي” قد فضح التجاوزات المغربية في الصحراء الغربية وحلل في حوارات موقف فرنسا من النزاع وتحيزها لصالح المغرب على حساب الشرعية الدولية والاستقلال، مذكرا بمواقف الجزائر في دعم قضايا التحرر في العالم بعيدا عن أي تدخل أو وصاية في جميع النزاعات التي شهدتها المنطقة مؤخرا. وقد سارعت وسائل الإعلام المغربية وفي مقدمتها وكالة الأنباء المغربية لنقل الخبر وتوظيفه في إطار الحملة الشرسة التي تقوم بها ضد الجزائر، بداية الأسبوع الجاري، على خلفية طردها لرعايا سوريين ورد الجزائر الرسمي على تلك الادعاءات، وتوضيح للرأي العام العالمي على الادعاءات المغربية التحاليل الكاذبة المغرضة التي قام به المخزن في قضية الرعايا السوريين، وحمل المغرب مسؤولية التعثر الاقتصادي والسياسي في المنطقة المغاربية. وتجدر الإشارة أن وكالة الأنباء المغربية كالت من جديد تهما للجزائر واتهمتها بتحريض جبهة البوليزاريو، متناسية الشرعية الدولية التي تتيح الحق للصحراوين في تقرير مصيرهم بعيدا عن الاقتراحات المغربية الداعية لمنح استقلال ذاتي والإبقاء على الاحتلال المغربي للصحراء الغربية. وذهبت الوكالة إلى حد استعمال عبارات خطيرة عندما وصفت تصريحات عمار بلاني ب”السموم التي ينفثها” والجريدة ”أفريك آزي” بمنابر الدعاية المغرضة والكاذبة، مع أن جريدة ”أفريك آزي” من بين الجرائد الأكثر موضوعية والتزاما في فرنسا في التحليلات والمعطيات.