يواصل نحو 1600 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي إضرابهم المفتوح عن الطعام، وذلك لليوم العشرين على التوالي. وأعلنت اللجنة الإعلامية لإضراب الأسرى في سجون الاحتلال قد يوم الخميس عن أن يوم الجمعة (أمس) سيكون يوما للتصعيد الميداني الشامل في كافة المناطق في القرى والأرياف ومناطق التماس والطرق الالتفافية، حيث سيؤدي الفلسطينيون صلاة الجمعة في خيام الاعتصام والساحات العامة ومناطق الاحتكاك. وحددت اللجنة، في بيان لها، أماكن التي ستقام فيها الصلاة في مختلف محافظاتالضفة الغربيةالمحتلة. وقالت اللجنة أنه تم نقل الاسرى نائل البرغوثي ومحمد القيق وفايز حامد من سجن ”اوهليكدار” دون معرفة الوجهة التي جرى نقلهم اليها. وحذر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع أمس، من المساس بحياة الأسير القائد مروان البرغوثي المعزول في زنازين سجن الجلمة منذ بداية الاضراب. وقال قراقع: إن حكومة الاحتلال تستهدف البرغوثي بشكل خاص بصفته قائد ومحرك الإضراب، وإنها لا زالت تفرض عليه حصارا وعزلا وتمنع المحامين من زيارته وتضع شروطا على زيارته. وأضاف: الزنزانة التي يعيش فيها البرغوثي تشبه القبر، وهي ضيقة بمساحة متر في مترين. وأشار قراقع إلى أن إدارة السجون قد صادرت جميع ملابس البرغوثي وأغراضه الشخصية، وأنه فقد من وزنه 10 كغم، وتعرض إلى ارتفاع في السكري وضغط الدم وهزال شديد. وتابع: إن وضع البرغوثي في ظروف غير إنسانية وغير صحية يستهدف المساس بحياته ووضعه في دائرة الخطر. وأوضح قراقع أن إدارة سجن الجلمة منعت محامي هيئة الأسرى تميم يونس من زيارة البرغوثي يوم أمس الخميس، وأن الصليب الأحمر الدولي لم يقم حتى الآن بزيارته لأسباب غير معروفة. وفي السياق، أجرت وحدة ”متسادا” التابعة لجيش الاحتلال مناورات وتدريبات عسكرية للتعامل مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام. وشملت تلك المناورات والتدريبات، التي أجريت بحضور وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان، عدة سيناريوهات من بينها وقوع أحداث شغب بسبب إضراب الأسرى، وكذلك تعزيز الحراسات والعمل على قمع أي احتجاجات أو محاولات من الأسرى لاحتجاز رهائن من الجنود. وأكدت مصادر اسرائيلية أنه قد تم وضع وحدة ”متسادا” في حالة تأهب قصوى داخل كافة السجون منذ بدء إضراب الأسرى عن الطعام. وطالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، يوم أمس، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتحمل مسؤوليتها كاملة بموجب القانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بالتواصل بين المعتقلين الفلسطينيين المحتجزين في سجونه وذويهم المقيمين في الأراضي المحتلة. وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية في الأراضي المحتلة جاك دي مايو في بيان صحفي: ”يجب تحسين التواصل بين المعتقلين وعائلاتهم، لا فرض المزيد من القيود”، مشيراً إلى تعليق السلطات الإسرائيلية الممنهج للزيارات العائلية للمعتقلين الذين دخلوا في إضراب عن الطعام، ولوقف التصاريح اللازمة لعائلاتهم. وأضاف: يحق للفلسطينيين المعتقلين استقبال زيارات عائلية بموجب اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، ويمكن تقليص هذه الزيارات لأسباب أمنية فقط، وفقًا لكل حالة على حده، لكن ليس لأغراض عقابية أو تأديبية على الإطلاق. وأردف دي مايو: ”تدفع العائلات ثمن هذا الوضع، وبشكل عام، تحتجز إسرائيل فلسطينيين داخل أراضيها، وليس داخل الأراضي المحتلة بحسب ما يوجبه القانون المتعلق بأوضاع الاحتلال. وبسبب ذلك، تقل إمكانية تواصل أفراد العائلة مع أقاربهم المعتقلين، إذ يتوجّب عليهم الحصول على تصاريح خاصة، والسفر لمسافات طويلة لرؤية أحبائهم، ومكابدة التفتيش وساعات الانتظار عند المرور عبر الحواجز أو في أماكن الاحتجاز. وقال المسؤول الدولي: ”تيسر اللجنة الدولية، منذ عام 1968، زيارات عائلية المعتقلين للفلسطينيين. ولنكن واضحين هنا، فهذه أولاً وقبل كل شيء مسؤوليةُ دولة إسرائيل بوصفها قوة الاحتلال”. وبدأ آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، منذ السابع عشر من الشهر الماضي إضرابا مفتوحا عن الطعام بالتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني، ضد سياسة الإهمال الطبي، والانتهاكات، والاعتقال الإداري، والمحاكم الجائرة، ومنع الزيارات عنهم. وأكّد مروان البرغوثي في نداء وجهه من زنزانته على أن الأسرى يخوضون معركة الحرية والكرامة، ”كجزء لا يتجزأ من كفاح شعبنا في شهر أفريل، شهر مجزرة دير ياسين، وعبد القادر الحسيني، والشهداء القادة وشهر أبو جهاد، وشهر يوم الأسير، وعشية الذكرى التاسعة والستين للنكبة، وفي العام المئوي لوعد بلفور الاستعماري، وعشية ذكرى مرور نصف قرن على الاحتلال عام 1967 وباعتبار هذه المعركة جزءا لا يتجزأ من كفاح شعبنا لإنهاء نظام الأبارتهايد والاحتلال والاستيطان، ومن أجل إنجاز الحرية والعودة والاستقلال والكرامة. ودعا البرغوثي الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده لإطلاق أوسع حركة شعبية وطنية وسياسية، لمساندة الأسرى في معركتهم العادلة، وبأوسع مشاركة في المظاهرات والمسيرات والاعتصامات والإضرابات العامة، ودعا الرئيس والقيادة الفلسطينية والفصائل إلى القيام بمسؤولياتهم، والتحرك على كافة المستويات لتحرير الأسرى ومساندتهم في معركتهم، ودعا كافة المؤسسات الرسمية وغير الرسمية لمساندة الحراك الشعبي تضامنا مع الاسرى.