قالت بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان (يونميس)، إنها نشرت قوات حفظ سلام بشكل مؤقت في بلدة ”أبروك” بولاية أعالي النيل، الواقعة في شمال شرق دولة جنوب السودان، للمساعدة في تقديم مساعدات إنسانية عاجلة لنحو 50 ألف شخص فروا من منازلهم بسبب العنف والقتال المستمر الدائر هناك. وقال ديفيد شيرر، رئيس بعثة (يونميس) في بيان: ”إن الهدف من نشر قوات حفظ السلام في البلدة هو توفير الثقة للعاملين في المجال الإنساني لاستئناف تقديم المساعدات لعشرات الآلاف من المحتاجين في ”أبروك”. وأضاف شيرر ”هناك حالياً ما يقرب من 50 ألف شخص يقيمون في بلدة ”أبروك” الواقعة على الضفة الغربية لنهر النيل والمناطق التي حولها، عقب سلسلة من الاشتباكات الدامية التي اندلعت بين القوات الحكومية وقوات المعارضة”، لافتاً إلى أن النازحين في حاجة ماسة لمياه شرب نظيفة، لتفادي تفشي وباءي الإسهال والكوليرا، واللذين قد يوديان بآلاف الأشخاص الضعفاء. ولفت المتحدث إلى أن الهدف من عملية نشر قوات حفظ السلام المؤقتة هو تأمين عملية تسليم المساعدات الإنسانية والمياه للمحتاجين. وقالت الأممالمتحدة إن الحرب والمجاعة أجبرتا أكثر من مليوني طفل في جنوب السودان على الفرار من ديارهم، ما تسبب بواحدة من أكثر أزمات اللاجئين المثيرة للقلق في العالم. وقال ممثل مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين في إفريقيا فالنتين تابسوبا، يوم أمس: ”لا توجد أزمة لاجئين تقلقني في الوقت الحالي أكثر من جنوب السودان”.وقالت مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) إن 3 من بين كل 4 أطفال لا يذهبون إلى المدرسة في بلد عدد سكانه 12 مليونا. وقد فر أكثر من مليون طفل إلى خارج الدولة الفتية فيما نزح مليون آخرون داخل البلاد. وأكدت المنظمتان أن أكثر من ألف طفل قتلوا في الصراع. وقد يكون الرقم الحقيقي أعلى بكثير بالنظر إلى عدم وجود إحصاء دقيق للقتلى في جنوب السودان. وتشهد دولة جنوب السودان حاليا أوضاعا أمنية وإنسانية متأزمة، بسبب الحرب الأهلية المتفاقمة التي تعاني منها منذ ديسمبر 2013، عندما أقال الرئيس سلفا كير نائبه السابق ريك مشار، وأدى القتال إلى تقسيم البلاد على أساس عرقي وارتفاع التضخم بشدة وسقوط بعض مناطق البلاد في براثن المجاعة، ما أثار أكبر أزمة لاجئين في أفريقيا منذ الإبادة الجماعية في رواندا العام 1994. وقد قتل عشرات الآلاف وشرد أكثر من 3 ملايين شخص. ولم تفلح كافة الجهود الأفريقية والدولية لاحتوائها، نظرا لعمق الخلافات الداخلية بين القبائل المسلحة.