أعلنت الأممالمتحدة عن انتهاء أول دفعة نزع أسلحة مقاتلي حركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) في إطار اتفاق السلام الذي وقع بين الحركة والحكومة الكولومبية في نوفمبر الماضي.. وقالت بعثة الأممالمتحدة المكلفة بالأشراف على العملية إن مجموعة أولى من 12 عضوا في (فارك) تسلموا شهادة إنجاز التسليم الفردي للأسلحة، ما يسمح ببدء دمجهم رسميا بالحياة العامة. وأضافت أن المفوضية العليا للسلام منحتهم أيضا وثيقة تثبت نزع أسلحتهم. واعتبرت هذا الحدث بداية عملية متواصلة لأعضاء (فارك) الذين ينتقلون إلى الحياة المدنية بعدما تخلوا عن أسلحتهم، لكن الأممالمتحدة أقرت، في السياق ذاته، بوجود تأخير في تنفيذ نزع الأسلحة في 26 منطقة بسبب مشاكل لوجستية وقانونية رغم جمعها إلى حد نهاية الأسبوع الماضي نحو ألف قطعة سلاح. يشار إلى أنه تم تجميع حوالى سبعة آلاف مقاتل من فارك، في 26 منطقة لنزع الأسلحة في البلاد بموجب اتفاق السلام التاريخي الذي وقع مع حكومة الرئيس خوان مانويل سانتوس بعد محادثات استمرت أربع سنوات في كوبا. ويقضي البرنامج الزمني لهذا الاتفاق الذي ينص على تحول (فارك) إلى حزب سياسي، بوضع أسلحة المتمردين في الفاتح من مايو في حاويات للأمم المتحدة خصصت لذلك، وبعد ذلك يتم إبطال مفعول هذه الأسلحة لتصنع منها ثلاثة نصب ترمز إلى انتهاء مواجهة مسلحة استمرت أكثر من نصف قرن. لكن تبقى مشكل تسليم كافة الأسلحة عالقا، نظرا لانشقاق فصائل عن الحركة لرفضهم توقيع اتفاق السلام. وقال متحدث عن الجيش إن المنشقين شكلوا عصابة إجرامية جديدة، وما زالوا يعملون في تجارة المخدرات. وكانت أحدث عملياتهم اختطاف موظف أممي في مجال إنهاء زراعة المخدرات في البلاد في كولومبيا الشهر الجاري. يذكر أنّ حركة فارك، وهي اختصار ل”القوات المسلحة الثورية الكولومبية”، نشأت عام 1964 كجناح عسكري للحزب الشيوعي الكولومبي، تضم آلاف المسلحين الذين يعتنقون الفكر الشيوعي ومنهج العنف ضد الدولة، وتعد أكبر وأقدم حركة تمرد في الأمريكيتين، وتقاتل ضد الحكومة منذ نحو نصف قرن، ما تسبب في مقتل أكثر من 260 ألف شخص وفقدان 45 ألفا وتشريد نحو 7 ملايين.