ذكرت وسائل إعلام مصرية أنّ ملثمين يستقلون سيارة مصفحة، يرتدي بعضهم زيا يشبه الزي العسكري، هاجموا حافلة تقل 45 قبطيا بالمنيا، واستولوا على ممتلكاتهم، ثم أطلقوا النيران عليهم بطريقة عشوائية، مشيرة إلى أنه يوجد بين الضحايا أطفال. وأطلق المسلحون النار على الحافلة في طريق يؤدي إلى دير الأنبا صموئيل المعترف بمدينة العدوة، في صحراء المنيا. وقال شهود عيان إن الضحايا كانوا في حافلتين وشاحنة صغيرة. واعلن المتحدث باسم وزارة الصحة خالد مجاهد أن 28 قبطيا قتلوا في الحادث وإصابة أكثر من 50 آخرين. واستنفرت مستشفيات المنيا لاستقبال المصابين. وأمر وزير الصحة بنقل جميع المصابين الذي تسمح حالاتهم إلى مستشفى معهد ناصر بالقاهرة لتلقي العلاج في أسرع وقت. وإثر الهجوم، أعلنت الرئاسة المصرية على موقعها بتويتر أنّ الرئيس عبدالفتاح السيسى دعا لاجتماع أمني طارئ لبحث حادث المنيا الإرهابي. من جهته، قال اللواء ناصر العبد مساعد وزير الداخلية لقطاع شمال الصعيد، إن قوات الأمن تمشط منطقة الطريق الصحراوي الغربي في المنيا، لملاحقة منفذي الهجوم. ويشكل الأقباط حوالي 10 بالمئة من 92 مليون مصري، واستهدفهم تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، عدة مرات خلال الأشهر الأخيرة والذي توعد بمضاعفة عملياته ضدهم. ويأتي الهجوم بعد أكثر من شهر على اعتداءات ضد كنيستين قبطيتين أوقعت 45 قتيلا وتبناها تنظيم ”الدولة الإسلامية”. تحذير أمريكي قبيل الحادث وكانت السفارة الأمريكية في القاهرة دعت، مؤخرا، رعاياها بمصر إلى توخي الحيطة والحذر، واتباع الممارسات الأمنية الصادرة في تحذير السفر إلى مصر الصادر في ديسمبر الماضي. وقالت السفارة في بيان أصدرته الخميس، إنها على علم بوجود تهديد محتمل وفقا لما نشره تنظيم ”حسم” الذي وصفته بالإرهابي. وأضافت أنها لا تملك أي معلومات أخرى عن هذا التهديد المفترض، ولكنها على اتصال بالسلطات المصرية. وقال عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس الشورى المصري السابق الدكتور ثروت نافع إن هذا التحذير يعكس أن الولايات لمتحدة لديها معلومات استخبارية خاصة. وأضاف -في مداخلة على الجزيرة: ”لابد أن واشنطن وصلتها معلومات تقتضي هذا التحذير لرعاياها، لا يوجد تحذير لمجرد التحذير، والمزعج أن يكون ذلك ردا على رسالة لتنظيم صغير”. لكن اللواء مجدي الشاهد مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق، اعتبر أن بيان السفارة ليس دليلا على وجود خطر ”ولكن على سبيل الإرشاد والدعوة للحيطة والحذر”. وشهدت مدن مصرية -منها القاهرة- تفجيرات وهجمات دامية استهدفت خصوصا مقرات وعناصر الأمن والكنائس، وتبنتها تنظيمات مسلحة تعلن الحرب على الحكومة المصرية. وفي أفريل الماضي، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الطوارئ في البلاد، واتهم جهات أجنبية لم يسمها باستهداف أمن بلاده. وقد عجَّ الإعلام المصري مؤخرا بتعليقات تنتقد ما وصفته بالقصور الأمني الذي أدى إلى تكرار الهجمات في الفترة الأخيرة، وانتقالها من سيناء إلى القاهرة والإسكندرية.