مرّة أخرى وجد أقباط مصر أنفسهم بين نيران الدمويين الذين يسعون من خلال استهدافهم إلى ضرب الوحدة الوطنية وتمزيق الاصطفاف في مواجهة الإرهاب. في السياق، أورد مسؤول قبطي على موقع «تويتر» إن 35 قتيلاً بينهم أطفال سقطوا في هجوم على حافلة تنقل أقباطاً، أمس الجمعة، بينما قالت مصادر طبية إن 26 شخصاً لقوا مصرعهم وأصيب 26 آخرون بينهم عدد كبير إصاباتهم خطيرة، جراء إطلاق نار على حافلة تقل أقباطا في محافظة المنيا بجنوب مصر. في وقت سابق، أفاد محافظ المنيا عصام البديوي بسقوط عشرات الضحايا، بين قتيل وجريح، في هجوم بالرصاص على أقباط في محافظة المنيا كانوا متجهين للصلاة في دير (الأنبا صموئيل المعترف) بمنطقة جبل القلمون في الصحراء بغرب المنيا. قال شهود عيان، إن 10 إرهابيين ملثمين ويستقلون سيارتين، هاجموا بالرصاص حافلة أقباط خلال مرورها بإحدى الطرق الصحراوية المتاخمة للمناطق الجبلية غرب المنيا، وأضافوا بأن الضحايا كانوا في حافلتين وشاحنة صغيرة وبأنه نجا من الحادث 3 أطفال يتواجدون حالياً لدى مطرانية مغاغة والعدوة، وهم بيشوي ميلاد واصف وفادي وائل عازر وأمير وائل عادل. كما أكد الشهود أن الارهابيين أوقفوا الحافلة واستولوا على ممتلكات الركاب ثم قاموا بإطلاق النار بطريقة عشوائية. أعلن مصدر أمني رفيع المستوى أنه تم على الفور نشر قوات أمنية لتعقب الارهابيين الذين استخدموا بنادق آلية في الهجوم الدموي المريع. من جانبه، قال الدكتور خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة، إن الحادث أسفر عن سقوط 23 قتيلاً و25 مصاباً، مضيفاً أن وزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين راضي أمر بنقل جميع المصابين إلى معهد ناصر لتلقي العلاج، وإصابات الجرحى تنوعت ما بين الخفيفة والحرجة، إذ أن الكثير منهم مصابون بشظايا وجروح نافذة. جاء اعتداء، أمس، بعد شهر ونصف الشهر على اعتداءات ضد كنيستين قبطيتين أوقعت 45 قتيلاً وتبناها تنظيم «داعش» الارهابي. في غضون ذلك، عقد الرئيس المصري السيسي إجتماعا أمنيا لبحث تداعيات الهجوم على الأقباط في المنيا. كما كلف المستشار نبيل صادق، النائب العام المصري، أجهزة الأمن بسرعة كشف هوية منفذي الهجوم، وقرر فتح تحقيقات موسعة في الحادث. من جانبه، أدان الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، المتواجد حالياً في ألمانيا، الحادث وقال إنه لا يرضى عنه مسلم ولا مسيحي ويستهدف ضرب الإستقرار في مصر. وطالب الطيب المصريين أن يتحّدوا جميعاً في مواجهة هذا الإرهاب الغاشم. سفارة أمريكا حذّرت قبل يومين من هجوم إرهابي قبل يومين من وقوع حادث الهجوم الإرهابي الذي استهدف حافلتين تقلان أقباطا في المنيا، أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، أصدرت السفارة الأمريكيةبالقاهرة تحذيراً إلى رعاياها من هجوم إرهابي محتمل في مصر من دون تحديد تفاصيل. قالت السفارة، في بيان لها الأربعاء، على موقعها، إنها على علم بوجود تهديد محتمل وفقاً لما نشرته حركة «حسم» الإرهابية على الإنترنت. أضافت، أنها لا تملك أي معلومات أخرى حول هذا التهديد المحتمل، ولكنها على اتصال بالسلطات المصرية وستقدم لها ناشدت السفارة في بيانها المواطنين الأمريكيين في مصر بالاستمرار في اتباع ممارسات الأمن السليمة والالتزام بالمبادئ التوجيهية الأمنية المنصوص عليها في تحذير السفر لمصر والصادرة عن وزارة الخارجية في 23 ديسمبر 2016، والذي ألزم المواطنين الأمريكيين بتجنب السفر إلى الصحراء الغربية وشبه جزيرة سيناء باستثناء مدينة شرم الشيخ إلا عن طريق الجو. عقب البيان الذي أطلقته السفارة قامت بعض الشركات الأجنبية العاملة في مصر، وفق ما ذكرته وسائل إعلام بإصدار تحذيرات أمنية إلى موظفيها، تحثهم على تجنب المصالح الحكومية، والتجمعات الأمنية، وأماكن العبادة المسيحية بالإضافة لنوادي الأجانب. يشكل الأقباط حوالي 10% من 92 مليون مصري، وتم استهدافهم مرات عدة في الأشهر الأخيرة من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية» الارهابي الذي توعد بمضاعفة عملياته ضد الأقلية القبطية في مصر. قائمة بأبرز الهجمات الإرهابية التي استهدفت الأقباط تفجيرات كنيسة القديسين هو تفجير استهدف كنيسة القديسين بمنطقة سيدي بشر بمدينة الإسكندرية المصرية، صباح السبت 1 جانفي 2011، عشية احتفالات رأس السنة الميلادية. كان ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الارهابي والذي استهدف كنيسة سيدة النجاة ببغداد سابقاً، هدد الكنيسة القبطية في مصر بنفس المصير، ووقع ضحية هذا التفجير 23 شخصا وأصيب 97 بحسب مصادر رسمية. حادث كنيسة الوراق هو هجوم بالأسحلة النارية حيث أطلق ارهابيون النار على حفل زفاف في منطقة الوراق بالقاهرة، مما أدى إلى مقتل 3 أشخاص، وذلك في شهر أكتوبر سنة 2013. تفجير الكنيسة البطرسية
هو تفجير إرهابي نتج عن عبوة ناسفة تزن 12 كيلوغراما، وقع يوم الأحد 11 ديسمبر 2016، قتل على إثره 29 شخصا وأصيب 31 آخرون في الكاتدرائية المرقسية في العباسية بمدينة القاهرة، وتعتبر تلك هي المرة الأولى التي يتم فيها تفجير هذه الكنيسة. تبنى تنظيم «داعش» الارهابي مسؤوليته عن التفجير، وقال التنظيم إن التفجير تم بحزام ناسف ارتداه الإرهابي «أبو عبدالله المصري.. آخر تلك الأعمال الإرهابية هو ما وقع الأحد 09 أفريل 2017 حيث استهدفت كنيستي مار جرجس بمدينة طنطا شمالي القاهرة ومار مرقس بمدينة الإسكندرية بتفجيرين دمويين، ونتج عن هذين الهجومين سقوط 25 قتيلا و31 جريحا على الأقل.