واحتج المصلون في مساجد الحسيمة وفي مناطق أخرى بالإقليم كبوكيدارن وإمزورن، على تناول خطباء هذه المساجد لحراك الريف في موضوع خطبتهم وتهجمهم عليه من منطلق ديني، عبر وصفه بالفتنة. وفي الوقت الذي اكتفى فيه بعضهم بالانسحاب من المساجد أثناء الخطبة، نظّم آخرون احتجاجات سلمية أمام المساجد. وذكرت مصادر محلية أن السلطات الأمنية استعملت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، تم نقل بعض المصابين إلى المستشفى جراء الاختناق. وأظهرت مقاطع فيديو بُثت مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، محاولة اعتقال الزفزافي فوق منزله بأحد الأحياء الشعبية بالمدينة، احتشد خلالها العشرات من النشطاء لمنع قوات الأمن من الاقتراب من الزفزافي، قبل أن تتطور الأمور إلى مواجهات بين الطرفين استعملت فيها الحجارة. وظهر زعيم حراك الريف، وهو ينتقد وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، بعد تحذيرها للمصلين من الفتنة، خلال خطبة الجمعة على خلفية الحراك الذي يعرفه إقليم الحسيمة، قائلا: ”هل المساجد لله أم للمخزن”. وكان الوكيل العام للعاهل المغربي، الملك محمد السادس لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة، أصدر أمرا بإلقاء القبض على ناصر الزفزافي، للتحقيق معه وإحالته إلى النيابة العامة. وقال البلاغ الذي عممّته وكالة المغرب العربي للأنباء، مساء الجمعة، إنّ وكيل الملك، أمر بفتح تحقيق بشأن، إقدام الزفزافي رفقة مجموعة من الأشخاص ب”عرقلة حرية العبادات داخل مسجد محمد الخامس بالحسيمة”. ودعا الزفزافي سكان الحسيمة إلى إغلاق المحلات التجارية، مناشدا ”الجميع بالتحلي بالسلمية لمواجهة ما أسماه ب”استفزازات السلطة” التي يتعرض لها. وأكد زعيم حراك الريف أنه مستعد للاعتقال، وأنه يعتبر ”اعتقاله أو اغتياله انتصارا”، مؤكدا أن سلمية الحراك هي سلاحه الأقوى، لأن مسيرات الريف ”أبهرت العالم بحضاريتها ومطالبها العادلة والمشروعة”، وفق تعبيره. وأضاف الزفزافي ”نعيش مرحلة عصيبة، وأدعو كافة تجار المدينة إلى إغلاق محلاتهم، ردا على من سماهم ”فقهاء السلاطين”. وندد المتظاهرون بمحاولة اعتقال الزفزافي، مرددين شعارات تطالب برفع العسكرة والحصار عن الريف. واستنكروا تعامل السلطات مع المطالب الاجتماعية للساكنة واتهام الحراك بالفتنة بعد ”تعميم خطبة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على مساجد الإقليم تتحدث عن ”الفتنة”. وأكدت مصادر مقربة من عائلة الناشط محمد جلول أن الأخير اعتقل، بعد زوال الجمعة بالمدينة، التي تعرف إنزالا أمنيا مكثفا. وأكدت المصادر أن جلول اعتقل، أثناء عودته من المسيرة، التي قادها رفقة عدد من النشطاء بالحسيمة احتجاجاً على محاولة اعتقال الزفزافي. وتشهد مختلف مناطق الحسيمة، إنزالا أمنيا مكثفا، فيما خرجت مجموعة من الاحتجاجات بامزورن والحسيمة وايت احذيفة وأجدير والرواضي، فيما خرجت احتجاجات اخرى مجموعة من المواقع باقليمي الناظور والدريوش. وانتقد مثقفون مغاربة تعامل المخزن والأحزاب الستة المالية له مع حراك الريف وتخوينهم لساكنته المطالبين بحقوقهم الشرعية في وطنهم. حيث زعم هؤلاء أنّ أياد خارجية تحركهم. وأفيد أن الجهة المعادية المقصودة بالتمويل الأجنبي هو تحويلات المهاجرين الريفيين إلى ذويهم.