عززت المصالح الأمنية ببروكسل من التواجد الأمني حول مقر سفارة الجزائر هناك، وذلك على خلفية ما قالت بوجود تهديدات أمنية أو احتمال التعرض للسفير الجزائري من قبل المغاربة هناك، خاصة بعد حادثة الاعتداء على الدبلوماسي الجزائري سفيان ميموني، خلال الاجتماع الأخير للجنة ال24 الأممية لتصفية الاستعمار. قالت مصادر عليمة إن المخزن الذي لجأ إلى العنف للتغطية على فشله الذريع في إقناع المجتمع الدولي بأحقيته في الصحراء الغربية، يحاول بذلك أن يبتز المسؤولين الجزائريين وخاصة السفير عمار بلاني، الذي كان بالمرصاد لكل المحاولات المغربية الدولية، حيث أن تصريحاته أضحت تحاصر المغاربة، ووقف بالمرصاد لكل المحاولات الفاشلة الدنيئة ضد الجزائر. ورغم أن الحكومة المغربية استنفرت وسائل الإعلام الرسمية لمواصلة حملة مركزة للإساءة إلى الجزائر وجهازها وللسفير بلاني أيضا، إلا أن الدبلوماسي الجزائري ظل ثابتا، حيث وجهت إلى بلاني عدة تهم وادعاءات بسبب مواقفه المبدئية من قضية الصحراء الغربية. وذكرت وسائل إعلام المخزن أن ”بلاني لا يتوانى في نفث سمومه ضد الرباط واستغلال كبريات الصحف والمنابر الإعلامية والملتقيات والمؤتمرات الدولية للدفاع عن جبهة البوليساريو”. ويأتي هذا الأمر بعد فشل المغرب خلال الاجتماع الأخير للجنة ال24 الأممية لتصفية الاستعمار في مناوراته الرامية إلى تغيير المصطلحات المرجعية لقضية الصحراء الغربية، ومن بينها التشكيك في كون جبهة البوليساريو الممثل الوحيد والشرعي للشعب الصحراوي. كما حاول في البداية التفاوض مع الوفود المشاركة من أجل إقناعها بتغيير مصطلحات القضية الصحراوية ولما فشل في ذلك فقد أعصابه ولجأ إلى العنف من خلال الاعتداء على الدبلوماسي الجزائري سفيان ميموني مدير عام دائرة إفريقيا بوزارة الشؤون الخارجية. جاء ذلك في تصريح للسفير المستشار بوزارة الشؤون الخارجية محمد حناش، الذي ترأس الوفد الجزائري المشارك في اجتماع لجنة الأممالمتحدة لتصفية الاستعمار المنعقد في كينغستاون من 16 إلى 18 ماي الماضي. والأهم أن هذه التحذيرات الأمنية جاءت عقب فقدان أعصاب الوفد المغربي خلال نفس الاجتماع، جعله يختلق سيناريو من صنعه وتمثل في الاعتداء المزعوم على دبلوماسي مغربي خلال الاجتماع، إذ وصف حناش ذلك ب”تمثيلية مقززة وسلوك فظ يبعث على الاشمئزاز”، وهي خرافة لا تستدعي الخوض فيها، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية. المتحدث أوضح أن الدبلوماسي الجزائري سفيان ميموني هو الذي تعرض للاعتداء وأنه تصرف ب”شكل ملتزم يعكس احترام الدبلوماسيين الجزائريين للدولة الجزائرية التي يمثلونها في الداخل والخارج”.