كشف، أمس، أحد العائدين مؤخرا من بؤر القتال في سوريا، في جلسة محاكمة 39 متهما بجنايات قضاء العاصمة، أنه قرر العودة إلى أرض الوطن مجددا بعدما شاهد أشخاصا ينشطون بتنظيم ”داعش” يقترفون أفعالا منافية تماما لتعاليم الدين الإسلامي. واعترف ”ح. عمر” بأنه كان يملك طاولة خضر وفواكه بأحد الأسواق ببودواو ببومرداس ويتعامل مع ”م. محمد” المكنى ”أبو مرام الجزائري” مفتي ”داعش”، بحكم أنه لديه طاولة بالقرب منه بذات السوق وكان يتحدث معه عن المسائل الفقهية في الدين في بداية الأمر، إلى أن أصبح يحدثه بعدها عن مسألة الجهاد في سوريا ويحرّضه على ضرورة الجهاد هناك، حيث كان ”أبو مرام” يتخذ مسجد الرحمة ببودواو منبرا لدعوته وتجنيد الشباب عن طريق حلقات دينية. وأشار ”ح. عمر” إلى أن ”أبو مرام الجزائري” أكد له في إحدى المرات استعداده للموت من أجل القضية السورية، مستغلا في ذلك تعاطفه مع أطفال وسكان هذا البلد بمشاهدته لقنوات تلفزيونية عربية، فقرر المتهم - كما أفاد - السفر إلى تركيا ثم الالتحاق بتنظيم ”داعش” بسوريا بعدما اتصل به شقيقه ”ياسين” هاتفيا وأعلمه بأنه سيسافر لهذا البلد، فاقتنى ”ح. عمر” تذكرة سفر لتركيا ثم التحق بسوريا حيث تم التكفل بدفعتين من الأشخاص الجزائريين تتشكل كل واحدة من خمسة أفراد، بإحدى الفيلات بالحدود السورية التركية. وأوضح المتهم أنه شاهد بالفيلا التي تم التكفل بالدفعتين فيها أشياء منافية لتعاليم الدين الإسلامي، حيث كان يتواجد بها أشخاص ملتحون يدخنون ”السيجار” ويتحدثون اللغة التركية وعربية ركيكة، ويتم جلب فتيات قاصرات لا يتعدى سنهن ال18 عاما لاغتصابهن والتداول عليهن في غرف مغلقة من طرف الدواعش، فرفض المتهم رؤية هذه المناظر وقرر العودة إلى أرض الوطن متحججا بإصابته بمرض الربو وبأن لديه أطفالا صغارا في انتظاره، واتصل بعائلته لتسليم نفسه للسلطات الجزائرية التي أوقفته بالمطار. واستمرت جلسة المحاكمة لساعات متأخرة أمس في انتظار مواصلة النظر فيها اليوم.