أصدرت رابطة علماء وأئمة الساحل، عن تحضيرها لإعداد دليل منهجي لترقية تعليم التربية الدينية بدول الساحل من أجل محاربة التطرف الديني والإرهاب وتحصين الشباب من حملات التكفير والتضليل التي تشجعهم على الانخراط في الجماعات الإرهابية. وقال رئيس رابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل أحمد مورتالا، في تصريح له، بمناسبة انعقاد الورشة الدراسية والتكوينية حول مناهج تعليم التربية الدينية بدول الساحل، أن المشروع مهم للغاية ويعد أداة لمحاربة التكفير والإرهاب المتطرف الذي يقدم الدين الإسلامي في صور غير تلك التي يتفق ويجمع عليها العلماء. وواصل رئيس الرابطة، ”أن دول المنطقة في حاجة ماسة إلى تحصين شبابها من جميع حملات ”التغليط الفكري والعقائدي التي يرجى من وراءها هدم المجتمعات وإغراقها في دوامات العنف والإرهاب والتوترات”. وأضاف أن المشروع الذي يجري التحضير له ”سيفيد هذا الدليل الذي سنعمل على بلورته بالتشاور مع ممثلي الدول الأعضاء في الرابطة في توجيه القائمين على الشأن التعليمي في مجال التربية الدينية نحو المناهج والصيغ الراقية في العملية التعليمية”. وقال أن المشروع سيستند على رؤية شاملة واستشارة واسعة، من قبل علماء المنطقة. واعتبر أن طرح المشروع والعمل عليه يأتي لسد الفراغ الكبير في محتويات بعض مناهج تعليم التربية الدينية في عدد من دول المنطقة وخلوها من محتويات تعزز خطاب السلم والسلام والتعايش والتسامح والمحبة. ويرتكز المشروع الخاص بالدليل المنهجي الجديد حسب رئيس الرابطة على إدراج مفاهيم ومحتويات متعلقة بمكافحة التطرف والإرهاب ضمن المنهج التعليمي للمدارس، وأضاف أن الإرهابيين قد وجدوا هذا الفراغ في المحتوى التعليمي والتربوي، وحاولوا بذلك ملأه بالخطاب المغالط والمنافي لتعاليم الدين الإسلامي ومن ثمة زج الشباب في موجة العنف والتعصب. واعتبر رئيس الرابطة، أن تطوير خطاب التعليم الديني كفيل بترسيخ القيم الأصيلة للإسلام، كما سيمكن الدليل المنهجي من تعزيز ثقافة حوار الأديان وحوار الحضارات واحترام الرأي الآخر، مشيرا إلى أن التفكير في مضمون هذا المشروع سيأخذ بعين الاعتبار مكانة غير المسلمين في المنطقة لا سيما من جانب ثقافة التعايش. وأضاف أيضا أنه سيتم وضع خطة عمل وتنصيب فريق للتفكير حول مضمون هذا الدليل الذي سيشكل موضوع استشارة ولقاءات عديدة تجمع الفاعلين في الرابطة وشركائها. يذكر أن هذه التظاهرة التي تنظم بالتعاون مع وحدة التنسيق والاتصال آلية للتعاون الإقليمي وبمشاركة المركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب أعضاء المكتب التنفيذي للرابطة الممثلين لدولهم على غرار الجزائر وموريتانيا ونيجيريا والنيجر ومالي وبوركينافاسو وساحل العاج وغينيا والتشاد والسينغال.