ما هو سرّ ”الخلاف الكبير” الذي نشب بين الرئيس الأسبق لحمس أبو جرة سلطاني، والرئيس السابق عبد الرزاق مقري؟ وهل كانت القطيعة المعلنة بينهما والتي أحدثتها قضية المشاركة في حكومة ما بعد انتخابات الرابع ماي الماضي هي السبب الحقيقي أم أن الحرب الكلامية التي استعرت بعد التشريعيات كانت مجرد ذر للرماد في العيون فقط؟ فبعد تلك البلبلة والحرب الكلامية بين الرجلين، ها هما يعودان اليوم وبكل بساطة ”سمنا على عسل” - كما قال أبو جرة سلطاني ل”الفجر” - مباشرة بعد استلام عبد المجيد مناصرة زمام أمور الحركة. كل هذه التساؤلات نقلناها إلى خليفة الشيخ نحناح فكان رده كالآتي. ”الفجر”: حضرتَ إلى المؤتمر الاستثنائي المرسّم للوحدة بين حمس والتغيير المنحلة ولو متأخرا في تصرف اعتبر مفاجئا ومخالفا لما كنت تصرّح به قبل انعقاد الاجتماع؟ سلطاني: لقد غبت عن الجلسة الافتتاحية نعم، وغبت عن أشغال المؤتمر لأسباب معروفة، ولكني حضرت الجلسة الختامية بعد تزكية القيادة الجديدة لأربعة أهداف، أولها لأحيي المؤتمرين ولأدعم مسعى الوحدة، ولأبارك انتقال الرئاسة الدورية إلى الأخ عبد المجيد مناصرة الذي أعتقد أنه جاء إضافة لتعزيز خط المشاركة، وذلك بفتح صفحة جديدة في الخطاب والممارسة داخل تركة الشيخ نحناح، وفي العلاقة أيضا مع الشركاء السياسيين، أما رابعا فحضوري كان من أجل أن تكتمل الوحدة وتكون أوسع مما تحقق حتى الآن، فالباب مفتوح لبقية الفصائل المشكلة للمدرسة التاريخية الواسعة التي أسس لها الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله. التقيت ”خصمك” السابق في معركة الدخول إلى الحكومة عبد الرزاق مقري؟ لما دخلت إلى القاعة التي احتضنت المؤتمر الاستثنائي مساء أول أمس كان أول من جاء لمصافحتي هو الدكتور عبد الرزاق مقري. إذا هو الصلح بين ليلة وضحاها، وما حدث من قطيعة ماذا نسميه؟ لا توجد قضية شخصية بيني وبين الدكتور عبد الرزاق مقري. لا تخلطوا الأمور. أنا كانت عندي قضيّة مع رئيس الحركة فقط وهو اليوم لم يعد كذلك، بينما مقري الآن هو صديق وأخ ليس لدي مشكل معه بتاتا، فغدا أزوره ويزورني بشكل عادي. أنا عندي قضية مع رئيس الحركة وليس مع الدكتور، فالعلاقة الشخصية اليوم هي ”سمن على عسل”، قلت كشخص وليس كمسؤول، فما بيننا هو خط سياسي فقط، أنا من دعاة المشاركة وهو من المعارضة وحدث بيننا خلاف، لذلك اعتبرت أن قدوم الأخ عبد المجيد مناصرة دعم لخط المشاركة للحركة. أكيد تكلمت مع الرئيس الجديد عبد المجيد مناصرة.. فماذا أخبرته يا ترى؟ نعم تكلمت معه، وباركت له وحمّلته مسؤولية الرئاسة الدورية التي سوف تنتهي شهر ديسمبر المقبل وأخبرته أن الكثير والكثير ينتظره، لا سيما أنه في خطابه الافتتاحي أول أمس غداة انعقاد المؤتمر الاستثنائي لعودة حمس التاريخية، اعتذر للشيخ نحناح بالدموع عما تسبب له سابقا بعد خروجه من الحركة الأم وتأسيس حزب جديد، وهذه ثقافة جديدة في الحركة، ينبغي أن نثمنها ونشكر صاحبها على الشجاعة الأدبية التي ينبغي أن نتحلى بها جميعا عندما نخطئ. ومن هذا المقام يجب أن أشكر الجميع والمشاركين والعلماء الذين اتصلوا بي وترجوني أن أحضر المؤتمر الاستثنائي، على سبيل المثال رئيس مجلس الشورى السابق بوبكر قدودة، الحاج لخضر بكار عميد المناضلين في الحركة، ورفيق درب محفوظ نحناح، ثم السي علي دواجي نائب مجلس رئيس الشورى، والأمين الوطني للتنظيم رئيس لجنة تحضير المؤتمر عبد العالي حساني الشريف وغيرهم ممن ترجوني الحضور إلى المؤتمر. مستقبل الحركة في ظل القيادة الجديدة؟ هل تظنين أن القيادة في حركة مجتمع السلم هي مناصرة فقط. لا طبعا حمس حركة مؤسسات؟ إذن رئيس مجلس الشورى ذهب وعين حاليا الأخ عزيز الطيب، في وقت تم دمج أعضاء مجلس شورى الحركتين والمكتبين الوطنيين أيضا، حيث توسعا لمدة 10 أشهر كاملة.