حذّر رئيس ”جيل جديد” جيلالي سفيان، من تراجع الوزير الأول عبد المجيد تبون عن حربه ضد الفساد من خلال فصل المال عن السياسة، وخاطب تبون بأن ”مواقفكم أعطتكم مساندة الرأي العام وهامش حسن النية، فلا تخيبوا الشعب بتراجعكم، لأنكم قد تحصدون التمرد، وإن خُدع الشعب مرة أخرى، الدولة ستفقد سلطتها”. وأكد جيلالي سفيان، أمس، خلال تنشيطه لندوة صحفية بمقر حزب ”جيل جديد” بزرالدة بالعاصمة، أنه ”إذا خرج معسكر الوزير الأول منتصراً، سيؤدي هذا إلى إعادة ترتيب النظام الحالي، سواء عبر تكريس الاستمرارية بواجهة سياسية أخرى، أو عبر بداية تغييرات أكثر عمقاً في تسيير شؤون السلطة، مشيرا إلى أن الخيار الأخير هو الوحيد القادر على إخراج البلد من الأزمة الأخلاقية والسياسية”. وتابع السياسي ذاته بأن ”إذا كان خطاب الحكومة ونواياها ستتحقق فعليا، يمكن جمع الظروف السياسية من أجل أن تُساهم قوى التغيير، أينما وُجدت، في بعث مسار تثبيت دولة القانون، انطلاقا من هذا المنطق، الحوار المرتقب والانتخابات المحلية المُقبلة ستكون اختبارا كبيرا من أجل تقييم النوايا الحقيقية لمراكز القرار”. ودعا رئيس حزب ”جيل جديد” إلى تأكيد خطاب تبون بإجراءات قوية، من خلال محاربة المحسوبية والرشوة ومعالجة قضايا الفساد الخطيرة والاختلاسات في العدالة بكل إنصاف وشفافية، مبرزا أن احترام القانون يجب أن يُصبح قاعدة. وفي ذات السياق، قال جيلالي سفيان إن الثلاثية المرتقبة بين الحكومة والباترونا فضلا عن المركزية النقابية التي أصبحت نقابة لأرباب العمل لابد أن تنفتح على النقابات المستقلة في كل القطاعات. وأضاف أنه إذا قدمت الحكومة الجديدة ضمانات ”حسن نية” في اتجاه دولة القانون وإعادة بناء جسور الثقة، فإن دعاة مقاطعة الانتخابات التشريعية قد يُقدمون على خطوة من أجل المساهمة في إضفاء مصداقية على المسار الانتخابي، ولو بحجم محدود، وفي الحال تم تثبيت النظام غير الشرعي، وتكريس نفس طرق التزوير وتوزيع الكوطات، مع تغيير فقط في زمرة السلطة، فإن ”جيل جديد” ليس معنيا بأي حوار أو أي مشاركة انتخابية زائفة.