دعا المشاركون في ملتقى حول ”الشعر الملحون: تراث حي” بمستغانم، إلى ضرورة جمع وتوثيق نصوص الشعر الملحون باعتبارها سجل حي للذاكرة الجماعية. وفي ذات السياق أكد عميد كلية الآداب والفنون بجامعة ”عبد الحميد ابن باديس” لمستغانم الدكتور جيلالي بن يشو أن ”الشعر الملحون سجل حي للذاكرة الجماعية يتناقله الأفراد من جيل إلى جيل لكونه رصد مختلف الأحداث التي شهدتها البلاد خلال فترات تاريخية مختلفة”. وأضاف أن ”شعراء الملحون أسسوا لتاريخ شفهي وكانوا سندا وعاملا حماسيا للثورة وهو ما يستدعي إلى توثيق النصوص وطباعتها لتتدارسها الأجيال القادمة خاصة طلبة الجامعات المتخصصين في الأدب الشعبي لتكون أعمالهم سند علمي لهم لاستكمال بحوثهم في الماستر والدكتوراه”. ودعا أيضا عميد كلية الآداب والفنون بجامعة ”عبد الحميد ابن باديس” لمستغانم، إلى ”إقحام الجامعة في مثل هذه التظاهرة لتوفرها على أساتذة باحثين لهم كفاءات علمية لاستنباط الكثير من هذه النصوص وتحليلها وتقديمها في أعمال أكاديمية”. وشدد محافظ المهرجان الثقافي الوطني للشعر الملحون عبد القادر بن دعماش، على أهمية البحث والتنقيب على عديد النصوص في الشعر الملحون التي لازالت مغمورة وإعادة دراستها في قالب علمي أكاديمي”. وألح ذات المتدخل على ضرورة ”قراءة وتحليل النصوص الشعرية لهذا اللون الأدبي الذي هو بمثابة التعبير الشفوي للمجتمع الجزائري والتنقيب على النصوص الشعرية التي لازالت في طي النسيان”، مشيرا في نفس الإطار إلى أنه ”تم جمع لحد الآن زهاء 200 قصيدة في الشعر الملحون لشاعر ومداح الرسول صلى الله عليه وسلم سيدي لخضر بن خلوف والعمل لايزال جاريا للوصول إلى قصائد أخرى”. من جهته، ركز الدكتور جلال خشاب من جامعة سوق أهراس على أهمية ”ترقية الثقافة الشعبية خصوصا في مجال السمعي البصري من خلال إنجاز برامج وأفلام وثائقية لحماية الذاكرة الجماعية، مع تسليط الضوء ونفض الغبار على الأشعار والنصوص غير المعروفة والتي هي بحاجة إلى البحث والتنقيب”. وبدوره دعا الشاعر والباحث في الشعر الملحون الحاج بوفرمة من مستغانم إلى تصحيح النصوص الشعرية حتى يصبح لدينا موروث كتابي مصحح للأجيال القادمة، وذلك بإشراك أساتذة جامعيين وباحثين في هذا المجال”.وحدد ضمن هذا اللقاء ثلاثة محاور أساسية وهي ”الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وسيدي لخضر بن خلوف: ”علاقة أساسية” و”النص الشعري وتأثيره” و”الشعر الملحون: تاريخ وحقائق”. وقدمت بالمناسبة سلسلة من المحاضرات منها ”الحقيقة المحمدية في نصوص الشيخ سيدي لخضر بن خلوف” و”التقليد في أداء أغنية الشعبي وأثره على الشعر الملحون” و”أصالة النص الشعري الملحون وأثار ترجمته” و”الشعر الملحون في الذاكرة الجماعية” و”الشعر الملحون: إبداع وتواصل” وغيرها. للتذكير، نظم هذا الملتقى على هامش فعاليات الدورة الخامسة للمهرجان الثقافي الوطني للشعر الملحون المهدى لسيدي لخضر بن خلوف تكريما للمرحومين الشاعر البدوي الشيخ الشارف بن خيرة ومطرب الأغنية الشعبية أحمد زغيش.