سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نقابة البياطرة: "80 بالمائة من الأدوية الحيوانية تستورد من قبل أشخاص لا علاقة لهم بالقطاع" أزيد من 18 ألف طبيب يطالبون أويحيى بالإفراج عن قانون أخلاقيات المهنة لتنظيم القطاع
l مستوردون يستأجرون دبلوم الطبيب البيطري من المتخرجين الجدد ويقومون باستيراد الأدوية توجت أشغال الطبعة ال12 للمؤتمر الدولي للفضاء البيطري المتزامن والمؤتمر الدولي السابع للبياطرة بوهران، أمس، والذي نظم على مدار ثلاثة أيام بجملة من التوصيات أبرزها الإعلان عن مشروع قاري لتأسيس منظمة تحمل عنوان ”بياطرة بلا حدود”، تهدف إلى إرسال بياطرة متطوعين إلى مختلف البلدان الإفريقية التي تعاني من نقص في هذا المجال، من أجل تنظيم عمليات مراقبة وتطعيم الحيوانات. طالب البياطرة الجزائريون المشاركون في الفضاء البيطري والذين فاق عددهم 500 طبيب، حكومة الوزير الأول أحمد أويحيى بضرورة الإفراج عن قانون أخلاقيات المهنة، وهذا من أجل تنظيم القطاع الذي بات يعيش فوضى عارمة يقابلها غياب سياسات وقوانين من شأنها أن تنظم القطاع، الذي يعرف سنويا تخرج الآلاف من الأطباء البياطرة بدون مناصب عمل ما يجعلهم يلتحقون بالعمل في فوضى، إضافة إلى أن كل من هب ودب أصبح يقوم باستيراد الأدوية الحيوانية. في وقت توجه 20 بالمائة من تلك الأدوية إلى مفتشيات البياطرة بمديريات مصالح الفلاحة و80 بالمائة منها تحول إلى السوق السوداء دون مراقبتها نتيجة افتقار الجزائر لمخبر وطني لمراقبة الأدوية الحيوانية، ما بات يعرض صحة المواطنين من المستهلكين للحوم بمختلف أنواعها إلى أمراض عديدة خطيرة ومنها مرض السرطان. من جهته أكد الدكتور أمين بودودة ممثل البياطرة من ولاية ڤالمة، ل”الفجر”، أنه في غياب قانون أخلاقيات المهنة أصبح المستوردون يستأجرون دبلوم الطبيب البيطري، خاصة من المتخرجين الجدد الذين يعانون من البطالة ويقومون باستيراد الأدوية من مختلف بقاع دول العالم، دون تحكم في سوق الأدوية الحيوانية، بعدما أصبح كل شخص له الحق في استيراد الأدوية ويتم توزيعها في الأسواق بدون مراقبة ولا تحاليل ولا تتوفر على المواصفات المعمول بها، مضيفا أن المضادات الحيوانية التي تدخل في تركيبة الأدوية الحيوانية سنويا يتم تقليل من كميتها، أما في الجزائر فيتم استيراد الأدوية التي بها نسبة عالية من المضادات، ما يعرض صحة المواطن إلى أمراض خطيرة ومزمنة ومنها الإصابة بالسرطان، قائلا إن الأدوية اليوم أصبحت في أيدي أشخاص ليس لهم علاقة بالحيوانات، لا بالغنم ولا الأبقار ولا الدواجن”. وفي ذات السياق أكد الدكتور بودودة أن قانون أخلاقيات المهنة أصبح يربك بعض المسؤولين ويهدد مصالحهم، حيث أصبحوا متخوفين من أن يحرمهم من استيراد الأدوية التي باتوا يجنون من ورائها أموال ”بالشكارة” على حد قوله، قائلا إن ”النداء الذي نوجهه اليوم ليس إلى وزير الفلاحة ولكن إلى الوزير الأول أحمد أويحيى”. من جهته أكد رئيس المؤتمر الدولي للفضاء البيطري بن دنيا سعادة، أن في ظل غياب القوانين والنظم التي تمكن من التحكم في برامج ناجحة في استغلال الأمثل للثروة الحيوانية وانعدام قانون أخلاقيات المهنة الطب البيطري الغائب في الجزائر مقارنة بدول العالم، فإن الإنتاج الحيواني أصبح يعرف تراجع كبير، ودلك نتيجة أيضا عدم وجود تغذية جيدة النوعية تمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم بأنواعها أمام زيادة في نمو السكان والاستهلاك للحوم، مشيرا أنه بالرغم من الجهود التي تبذل لاحتواء الأمراض في محاولة لنيل ثقة المستهلك واستعادة قطاع الثروة الحيوانية إلا أنها لا تزال في حاجة ماسة إلى استثمارات كبيرة لتعزيز قدرات الخدمات البيطرية والمختبرات والأنظمة المراقبة، لتبقي الثروة الحيوانية في الجزائر والقارة السمراء مهددة بأمراض متنوعة والتي من شأنها أن تقلص منها.