l يومين ونصف فقط للتمارينات والتطبيقات بدل أسبوع أفرزت مذكرتان توجيهيتان صادرتان عن المفتشية العامة للبيداغوجيا عن بعض التغييرات التي ستطرأ على كيفيات تناول بعض حصص اللغة العربية في السنتين الأولى والثانية وتغييرات طفيفة في السنتين الثالثة والرابعة إضافة إلى بعض الإجراءات التي ستمس كل سنوات الطور الابتدائي من بينها ما يسمى بالأسبوع البيداغوجي بدل الأسبوع الفلكي وعودة التقويم المستمر وتنقيطه في كل فصل. ومن خلال المذكرتان التي وقعهما نجادي مسقم مفتش البيداغوجيا دعت وزارة التربية إلى اعتماد المرونة في تدريس اللغة العربية مع إعطاء استقلالية للأساتذة، هذا بعد أن قدمت جملة من التدابير لوقف بعض التأويلات حول كيفية تنصيب المناهج لتجاوزات القراءات الخائطة للأساتذة الجدد وإزالة اللبس والمساهمة في تحسين الأداء. وأكدت المذكرتين أنه تماشيا مع رزنامة العطل والمحدد ب28 أسبوع وضمان عدم حدوث اختلالات في حالات العطل والغيابات، تقرر ووفق ما جاء في المذكرة 1 التي تحمل رقم 208 والصارة في 22 أكتوبر الجاري عن المفتشية العامة للبيداغوجيا، أنه سيتم اعتماد مرونة التسيير في الزمن البيداغوجي من خلال تخصيص 45 دقيقية لزمن الأنشطة لتكييفه مع طبيعة التعلمات واحتياجات التلاميذ كما يمكن التصرف في عدد الحصص المخصصة للميدان الواحد ”ميدان اللغة العربية مثلا” وفق خصوصية المنطقة أو الفوج مع وجوب تعديل المخطط الأسبوعي لتناول الحصص وفق التعديل المقترح مع التذكير بضرورة العودة إلى الحالة الطبيعية في حالة انتقاء المسببات وقررت المفتشية تعديل الحجم الساعي لمقطع اللغة العربية عبر تقليص الحجم الساعي المخصص لكل مقطع، وهذا لتمكين تقديم المقاطع الثمانية لتتوافق مع رزنامة العطل المدرسية، مع تقليص أسبوع الإدماج والتقويم يومين ونصف بدل خمسة أيام، وتشتمل ست حصص يتناول فيها الأستاذ وضعية إنتاج شفوي ووضعية إنتاج كتابي ووضعية تصحيح ومعالجة. وفي المذكرة الثانية ركزت المفتشية العامة للبيداغوجيا على تعليم اللغة العربية فمن خلال تحليل نتائج أداء المتعلمين ”دراسة عينة بلغ عدد أفرادها 14 ألف تلميذ” تبين أن النتائج لم تكن بالصورة التي يأملها المجتمع في كل الميادين، وهو ما يفرز تجاوز بعض الاختلالات المسجلة في تقديم أنشطة اللغة العربية في الطور الأول ميدان قيم المكتوب ”القراءة”.واقترحت المفتشية حلول عبر التركيز على القراءة كعملية فكرية معقدة تشمل تفسير الرموز المكتوبة وربطها بالمعاني ثم تفسير تلك المعاني، ومنعت الوزارة انتقال الطفل من مرحلة لأخرى إذا لم يتم اكتساب المرحلة السابقة بصفة سليمة وتشمل هذه المراحل في السنة الأولى التي خصصت لها ثلاث مراحل كاملة. وأكدت المفتشية أنه من خلال تحليل أداء المتعلمين وجد أنهم لم يحققوا الكفاءة الختامية للميدان في نهاية السنة الثانية، واتضح أن القفز على مرحلة مراجعة الحروف أهم الأسباب، وعليه شددت على ضرورة احترام منهجية التناول المقترحة في المخطط السنوي للتعلمات مع التشديد على إدراج حصة للمطالعة أسبوعيا لتوسيع التعلمات من خلال استغلال نصوص الكتاب المدرسي أو انتقاء نصوص خارجية تخدم المحور والموارد المعرفية والمنهجية. تعديلات يصعب على الأساتذة الجدد استيعابها وانتقد مفتشو التعليم الابتدائي المذكرتان الصادرتان عن وزارة التربية خاصة مع منح هامش الحرية في تدريج الموارد ما يجعل من الصعب متابعة تنفيذها في الميدان، كما أن التغييرات الجديدة يصعب استيعابها من طرف الأساتذة الجدد، خاصة وأنهم بذلوا جهد كبير في استيعاب المذكرات السابقة. وأشارت مصادرنا أنه فيما يخص المخططات السنوية للتعلمات فقد أصدرت المفتشية العامة للبيداغوجيا مخططات سنوية موحدة للمواد العلمية والمواد الأدبية في جميع المستويات وأهملت مخططات مواد الايقاظ نظرا لاختلافات كبيرة في توزيع الموارد وانتشار مخططات اجتهادية في مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات وبروز أخطاء في هذه المخططات وقد وردت بعض الإضافات الطفيفة في هذه المخططات وخاصة اللغة العربية. حرية كاملة للأساتذة في توزيع الحصص وحسب انتقادات ذات المصادر فإن هذه المخططات السنوية تخضع لتدرج بيداغوجي بدل تدرج فلكي أو زمني وبهذا المعنى فلا وجود لتدرج شهري أو توزيع مقطعي وإنما للأستاذ الحق في تدريج الموارد حسب ما تقتضيه الظروف فمثلا لو تغيب أستاذ يومي الأحد والإثنين ثم التحق في يوم الثلاثاء، وكان في بداية مقطع جديد فإن هذا المقطع يبدأ من يوم الثلاثاء ويستمر إلى غاية نهاية المقطع، بحيث تصير حصة فهم المنطوق يوم الثلاثاء طوال وحدات هذا المقطع، في وقت أعطت المذكرة النموذجية ما يسمى الحرية البيداغوجية المسؤولة للأستاذ في التحكم في توزيع الحصص علي مدار الاسبوع البيداغوجي. وفيما تعلق بتقليص أسبوع الإدماج إلى يومين ونصف بدل خمسة أيام أوضحت ذات المصادر أنه سيتم استغلال اليومين الباقيين في بداية مقطع جديد في اللغة العربية وبهذا المعني فان توزيع نشاطات اللغة العربية ضمن توقيت أسبوعي لم يعد له معنى، وهذا في ظل اعتماد وقفات للتقويم المستمر ويتم تنقيطه وحسابه مع المعدل الفصلي، على أن تكون هذه الوقفات محددة بتواريخ ضمن الفصول الثلاث سيتم نشر جدول خاص بها علي سبيل الاستئناس. بالنسبة للسنة الثانية كان العمل في حصص القراءة كالتالي حصة قراءة ”أفهم وأقرأ” حصة ”ميز بين الحرفين” وحصة ”أحسن قراءتي” وتم تغييرها كالتالي حصة يتم فيها مراجعة الحرف الأول وقراءة فقرة الأولى فقط من النص وحصة يتم فيها مراجعة الحرف الثاني وقراءة الفقرة الثانية من النص وحصة ثالثة ويتم فيها قراءة النص كاملا، كما تم نقل حصة اركب ميدان التعبير الشفوي، بدل فهم المكتوب، وبالتالي تقدم شفويا وليس كتابيا كما كان معمولا به، أما بالنسبة للسنة الأولى يتم تناول الحرف الأول بحركة الفتحة فقط وليس كل الحركات، وهو ما اعتبر أنه سيشوش على الأساتذة أيضا. كما أوصت المذكرة بأن لا يستعمل الأساتذة مصطلحات الجيل الثاني مع التلاميذ لأنها مصطلحات خاصة بالأستاذ وليس بالتلميذ مثل الميدان، المقطع، الوضعية الإنطلاقية الأم، الوضعية المشكلة..الخ.