تحتضن قاعة سيلا بالجناح المركزي لقصر المعارض الصنوبر البحري، ظهر اليوم ابتداء من الساعة الواحدة والنصف، ندوة تحمل عنوان ما فائدة الفلسفة، سيتم تنشيطها من طرف عدد من المختصين، على غرار عمر بوساحة ومحمد شوقي الزين ونور الدين جباب واسماعيل مهنانة وبشير ربوح وعلي زيكي، وستكون المناسبة فرصة للتعريف بالفلسفة بالجزائر على نحو أفضل مع نخبة من بعض ممثليها. قد يبدو هذا السؤال فظا أو في غير محله، لماذا نصر كل هذا الإصرار على البحث عن فائدة لهذا التخصص الذي يهتم بدراسة مجمل الكون ويستطيع أن يطرح كل الأسئلة الممكنة. يقول الكندي توماس دي كونينك، مؤلف كتاب بعنوان ما فائدة الفلسفة، إن مجرد البحث عن جدوى الاشتغال بالفلسفة هو فلسفة في حد ذاته، لأنه فيه بحث، كما نلاحظ بسرعة أنه حتى في الجدل ضد الفلسفة هو تفلسف في أدق معنى لهذه الكلمة، كما أشار إلى ذلك أرسطو في عصر مبكر جدا، لذا فإن السؤال يتضمن إجابته، وهي حالة فلسفية محضة. إننا في العالم الذي نعيش فيه، والذي يطبعه التعايش بين أرقى التكنولوجيات وممارسات تعود إلى القرون الوسطى، وعولمة ضيعت المعالم القديمة، وخطر يهدد الأسس البيئية للإنسان وأسئلة مستجدة تماما، يتعين الاستعانة بوجهات نظر الفلسفة.