ذكرت القناة السابعة في التلفزيون الاحتلال، صباح أمس، أن عددا من الدول العربية المعتدلة وعلى رأسها مصر والمملكة العربية السعودية تضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، لإعادة إطلاق المفاوضات مع إسرائيل والعودة إلى تنسيق أمني كامل وشامل مع ”إسرائيل”. وأشارت إلى أنّ ”موقف الرئيس الفلسطيني بات عقبة أمام إمكانيات إعلان الدول العربية تعاونها مع ”إسرائيل” في وجه النفوذ الإيراني -الذي تعتبر علاقات طهران مع الفصائل الفلسطينية جزءا منه-، حيث تحاول طهران السيطرة على الشرق الأوسط والدول العربية السنية المعتدلة”. وقال مصدر مصري عليم لصحيفة ”يسرائيل هيوم” العبرية، أمس الثلاثاء، إن ”مصر والأردن والسعودية و”إسرائيل” ودول خليجية أخرى تسعى لإحداث جبهة إقليمية موحدة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي لمكافحة الإرهاب ولمواجهة إيران وأذرعها في المنطقة، وأنه على رأس هذه التهديدات الوجود الإيراني في سوريا، والإرهاب الذي تنشره منظمات إسلامية متطرفة تتعاون مع إيران وحزب الله، ومنظمات الإرهاب في شبه جزيرة سيناء، مضيفة بأنّ هذا الأمر لن يتم دون استئناف للمفاوضات بشكل كامل وإعادة كاملة للتنسيق الأمني”. في حين أكد مصدر فلسطيني مطلع، في ديوان أبو مازن، للصحيفة صحة الأنباء، قائلاً: إن ”القيادة الفلسطينية تخضع لضغوط هائلة من جانب مصر ودول عربية أخرى للعودة إلى طاولة المفاوضات”. ولفت المسؤول الفلسطيني إلى تنامي الضغوط التي تمارسها القاهرة على أبو مازن، إثر مقتل 235 شخصًا في الهجوم على الإرهابي الذي استهدف مسجد الروضة بمدينة بئر العبد بمحافظة سيناء، الذي وقع الجمعة، واشتباه أجهزة الأمن المصرية بأن بعض منفذي الاعتداء ومطلوبين آخرين هربوا إلى غزة عبر أنفاق التهريب في رفح، بمعرفة قادة كبار في حركة حماس. وقال مصدر فلسطيني آخر للصحيفة أن مصر تشعر بخيبة أمل كبيرة حيال نتائج اتفاق المصالحة بين فتح وحماس، وهذا سبب آخر لممارستها ضغوطا على أبو مازن. وأضاف أن ”المصريين يعملون من أجل وقف تهريب الأسلحة عبر أنفاق غزة إلى تنظيمات الإرهاب الاسلامي في سيناء”. وبحسب المصدر فإنه من دون التعاون الإقليمي، من قبل الفلسطينيين، أيضا، سيضرب هذا الإرهاب الجميع. حماس والتنظيمات الفلسطينية تتعاون مع إيران وحزب الله، وحماس تتعاون مع داعش في سيناء وتبيعه الأسلحة التي تستخدم ضد القوات المصرية”. ووفقا لمسؤول فلسطيني رفيع، فإن الضغوط التي تمارسها القاهرة على أبو مازن بدأت قبل اعتداء سيناء، واستعرت خلال الأسابيع الأخيرة في ظل المصاعب التي تواجه تطبيق اتفاق المصالحة الفلسطيني، وفي ضوء فشل لقاء الفصائل في القاهرة، رغم جهود الوساطة المصرية. وفي هذا الصدد، ذكر تقرير نشرته ”فوكس نيوز” الأمريكية، أمس، أن اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بات ممكنا بفضل جهود مصر في المصالحة الفلسطينية، وأن هناك فاعلين جددا يشكلون الأمل، ”حيال مستقبل السلام في المنطقة بينهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي بات محفزا على طاولة المفاوضات. وبحسب التقرير، فعلى الرغم من أنّ عقيدة حماس تدعو إلى تدمير إسرائيل، أبدى مسؤولون مصريون استعداد حماس وفتح للاعتراف بإسرائيل للمرة الأولى في تاريخهم، وهو ما يعتبر تطورا في عملية السلام. ولفت التقرير إلى أنّ إيران تعد عدوا مباشرا مشتركا بين السعودية و”إسرائيل”، وأنّه لدى الرياض رغبة جامحة في هزيمة طهران وحزب الله، وأن بن سلمان أدرك أن المواجهة مع إيران باتت أمرا لا مفر منه، بعد الصاروخ الحوثي الأخير على الرياض. وأفاد تقرير استخباراتي آخر أصدره عن مركز ”مئير عميت” للمعلومات الاستخباراتية التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية نشرته صحيفة ”جيروزاليم بوست” التي تصدر باللغة الإنجليزية، بأن مصالح ”إسرائيل” وتنظيم ”داعش” قد تتلاقى في سوريا ما يجعلهما ”حليفين” مؤقتا ضد إيران ”عدوهما المشترك”. وذكر التقرير أنّ تطويق النفوذ الإيراني في سوريا سيجعل ”إسرائيل” و”داعش” حليفين بطريقة ما. وأشار التقرير إلى أن ”إسرائيل” لم تعد تخشى ”داعش”، بعد انهيار مشروع ”الدولة الإسلامية”، وأنّ القلق الرئيسي في ”إسرائيل” بات ينحصر في الوجود الإيراني في سوريا. وأضاف التقرير أن تنظيم الدولة ما زال يحتفظ بقدرات قتالية عالية رغم تفككه، وقد يلجأ إلى حرب العصابات ضد القوات الإيرانية في سوريا. وتابع التقرير أن إيران والجماعات المسلحة الموالية لها ستحاول فتح جبهة ضد ”إسرائيل” من سوريا، وستعزز قدرات حزب الله اللبناني لمواجهتها، موضحا في السياق أن الوجود الإيراني في سوريا يزيد من احتمال التصادم مع تل أبيب. يشار إلى أنّ كيان الاحتلال أعلن في وقت سابق، أن طهران تشكل خطرا استراتيجيا يهدد أمنه، لعدم اعترافها بشرعيتها، وأنها تدعم الحركات الفلسطينية واللبنانية المعادية له.