اعتبر د. نبيل شعت، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الخارجية، أن الرئيس التركي وبلاده لاعب رئيس في الشرق الأوسط، كدولة إسلامية كبيرة تعترف بدولة فلسطين بوصفها أول دولة غير عربية اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين، ما أسس لعلاقات فلسطينية- تركية قوية، حيث نسقت أنقرة حملة التحاق فلسطين بالأمم المتحدة كعضو مراقب، وشكل حينها وزير خارجيتها داود أغلو غرفة عمليات ساعدت القيادة الفلسطينية في كل حراكها الدولي باعتبارها دولة صديقة وقوية وتمتلك علاقات قوية مع دول العالم وداخل فلسطين مع حركة حماس، كما أبدت في مرات عديدة رغبتها في مساعدة دولة فلسطين وقيادتها الشرعية في تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وإقناع حماس بالارتقاء بالوحدة الوطنية. يشار إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس زار تركيا للقاء الرئيس التركي مطلع الأسبوع الجاري. وعبر وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق في تصريحات ل "الشروق" عن رغبته في ضغط تركي إيجابي لدفع حركة حماس نحو الوحدة الوطنية، خاصة بعدما فوتت حركة حماس- للأسف الشديد- فرصة نداء الأقصى الذي أطلقه الرئيس أبو مازن خلال انتفاضة الأقصى، ولعلها الآن تستجيب لدور أنقرة وتدخل الرئيس التركي. وأضاف د. شعت أن الدور التركي لن يؤثر على دور القاهرة في رعاية المصالحة الفلسطينية لأنه "لا أحد يحل محل أحد" في الحراك الفلسطيني الذي يريد من الجميع أن يساعد لتحقيق المصالحة، مع إدراك كامل للموقف المصري الاستراتيجي والهام، وبخاصة في العلاقة مع غزة ومع حماس، لكن الرئيس أبو مازن مستعد للذهاب إلى أي مكان في الدنيا يمكن أن يساعد في تحقيق الوحدة الفلسطينية، مشيرا إلى أن الذهاب سابقا إلى قطر لهذا الغرض لا يهدف إلى تهميش مصر. وأوضح المسؤول الفلسطيني أن العلاقة الخاصة بين السلطات المصرية وحماس تهدف إلى تأمين سيناء أساسا، ووقف أي محاولة لدعم داعش ومنع أي إجراء يمس الأمن المصري، بسبب حدود مصر مع فلسطين التي تحاذي قطاع غزة، والدور المصري لا ينقطع ليس لأهداف فلسطينية فقط وإنما لأهداف مصرية أيضا. وعبر مستشار الرئيس الفلسطيني عن أسفه لمحاولة حماس كسب الوقت، في الوقت الذي يخسر فيه الشعب الفلسطيني كل يوم تتأخر فيه الوحدة ويخسر أهل قطاع غزة في معاناة هائلة، مشددا على أن الرئيس أبا مازن يعرض على حركة حماس حكومة التوافق التي وافقت على كل وزير فيها، وأن تقوم الحكومة بالإعداد للانتخابات وإعادة إعمار غزة، دون أن يأخذ شيئا منهم بالعكس يقدم عرضا ينفع حماس وفلسطينوغزة، لذلك لا داعي إلى أن تبحث حماس عن أوراق جديدة. وعن تغيير الرئيس الأمريكي موقفه إزاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قال شعت إن العالم كله يتغير وليس ترامب فقط، فالعالم ضد رؤية الرئيس الأمريكي الجديد التي أعلنها خلال حملته الانتخابية ثم تراجع عنها، حيث أعلن عداء الصين ثم اضطر إلى مصالحتها، وأعلن التحالف مع روسيا ثم ذهب إلى العداء معها، وبعدها انتقد الناتو وهو يرى الآن أن الناتو ضرورة لأمن أمريكا، وأعلن منع دخول المسلمين أمريكا ثم تراجع عن ذلك، في أثناء محاولاته اكتشاف الممكن في دولة فيها قاعدة ديمقراطية. وكشف أن الرئيس الأمريكي أكد للقيادة الفلسطينية أن مسألة السلام أولويته الأولى لكنه يحتاج إلى مزيد من الوقت وحتى الآن لم يقدم شيئا خلال الجولة الجديدة. وشدد على أنه لا مجال لمفاوضات سرية ولا داعي لها، والذي يريد مفاوضات، عليه أن يضغط على إسرائيل حتى ينجح، الرئيس ترامب لم يقرر حتى الآن الضغط على إسرائيل من أجل السلام الذي لن يتم إلا بمعادلة ضاغطة على إسرائيل خاصة من قبل أمريكا رغم أنها لم تعد القوة الوحيدة في العالم. وأضاف أن أمريكا هي القوة الرئيسة بالنسبة إلى إسرائيل، رغم أن تل أبيب حاليا غير راضية عن السلوك الأمريكي في سوريا، والاتفاق النووي مع إيران في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ولكن في النهاية المصلحة الأمريكية هي التي تقرر، لذلك إذا قرر الأمريكي الضغط على إسرائيل لصالح الموقف التاريخي التقليدي الأمريكي المرتبط بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وعدم أهلية الاحتلال لفرض واقع، لكنه قرار لم يتخذه الرئيس ترامب حتى الآن. وكشف المستشار الرئاسي أن الصين لأول مرة لم تكتف فقط بالدعم العسكري والدولي للسلطة الفلسطينية بل دخلت كلاعب في المنطقة، والصينوروسيا صديقان قريبان جدا إلى الشعب الفلسطيني رغم علاقتهما المتنامية مع إسرائيل، وهما لاعبان دوليان مع أوروبا على نفس المستوى الذي كان لأمريكا. وبخصوص الأزمة الخليجية الداخلية مع قطر، أكد د. شعت أن الموقف الفلسطيني مازال محايدا في ظل عدم رغبة القيادة الفلسطينية في الدخول في هذا الصراع العربي- العربي.