في مقال للصحافي نيري زيبلر عن العلاقات السرية العربية – الإسرائيلية أشار فيه للعامل المشترك الدافع لها وهي: مواجهة إيران. وناقش زيبلر الزميل في «معهد واشنطن» اليميني أن حروب الشرق الأوسط الجديدة جعلت من إسرائيل لاعباً مهماً. وبدا في الجدل الذي أثاره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عندما أخبر دبلوماسيين روساً في البيت الأبيض أن معلومات من دولة صديقة كانت وراء ضرب مواقع لتنظيم «الدولة» (داعش) في سوريا. وتبين أنها إسرائيل التي اخترقت مخابراتها شبكات الكمبيوتر للتنظيم وكانت وراء غارات قام بها التحالف الدولي ضده. وبعد أسبوع من الكشف المثير للجدل نشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية تقارير عن زيادة في التنسيق الأمني بين الأردن وإسرائيل في جنوبسوريا يهدف لمنع تقدم الإيرانيين والجماعات الوكيلة لهم هناك. وتدير الولاياتالمتحدة عملية أمريكية من الأردن لدعم المقاتلين المعارضين لنظام بشار الأسد في الجنوب. ولا يعتبر التعاون الإسرائيلي- الأردني الأول من نوعه فقد أرسلت إسرائيل عام 2015 طائرات «كوبرا» للأردن. الجار الطيب وليس بعيداً عن حدودها تشارك إسرائيل في محاولة لبناء علاقات «جوار طيبة» كما يسميها الإسرائيليون مع المقاتلين على الجانب الآخر من مرتفعات الجولان حيث تحاول بناء «منطقة عازلة» وأنشأت وحدة عسكرية للتعامل مع السكان وتوفير المواد الغذائية لهم والعلاج للجرحى في المستشفيات الإسرائيلية. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن قيادات في المعارضة السورية قولها إنها تلقت أموالاً من إسرائيل لدفع الرواتب وشراء الذخيرة اللازمة. وتهدف النشاطات الإسرائيلية في سوريا لإقناع المدنيين السوريين بالابتعاد عن إيران وحزب الله. وقالت زيبلر إن هناك تعاوناً أمنياً مع مصر لملاحقة التمرد في سيناء. ونقل موقع «بلومبيرغ نيوز»عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إن الطائرات بدون طيار تقوم ومنذ سنوات بضرب مواقع للجهاديين وبموافقة مصرية. ويقول الكاتب إن أهم ملمح ناجح من العملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو التنسيق الأمني. فحسب مسؤول أمني فلسطيني يتواصل الضباط الفلسطينيون والإسرائيليون وبشكل يومي لمواجهة التهديدات الداخلية. وعلى رأسها حركة حماس التي لا تمثل قلقاً للإسرائيليين فقط ولكن لأمن السلطة الوطنية الداخلي. ويقول إن المخابرات الإسرائيلية أحبطت عام 2014 مؤامرة من تنظيم حركة حماس لاغتيال رئيس السلطة. الأزمة مع قطر ولم تصل الأمور إلى هذا المستوى من التقبل بدون الالتفات للدور الذي لعبته الولاياتالمتحدة في تشكيل الشرق الأوسط الجديد الذي تعيش دوله حروباً دينية وطائفية وعرقية وباتت دوله مقسمة حتى تلك التي نشأت على أنقاض الدولة العثمانية. وبدأ التحول يأخذ طابعه الهام في حرب الخليج الثانية- أو غزو العراق عام 2003 حيث أصبحت إيران هي اللاعب المهم في شؤون المنطقة، فهي وإن حافظت على علاقات ودية وتعاون مع النظام السوري الذي كان النظام العربي الوحيد الذي أقام شراكة استراتيجية مع الجمهورية الإسلامية. وظل الممر الرئيس للأسلحة والمساعدات التي ترسلها طهران إلى وكيلها اللبناني – حزب الله.