عارض وزير المالية البريطاني السيد إليستير دارلينغ أول أمس، تدخل البنوك المركزية بشكل منسق لوقف الهبوط المتواصل للدولار الأمريكي• وقال دارلنغ في تصريحات صحفية، أن أسعار صرف العملات، يجب أن تترك للأسواق، معتبرا أن "أسعار الصرف تتغير وفقا للأسواق وسيظل الحال على هذا النحو"• وجدد تحذيره من الغموض الذي يميز توجهات الإقتصاد الأمريكي أكبر الإقتصادات العالمية• وقال في هذا الصدد، في إشارة إلى التداعيات الناتجة عن أزمة الرهون العقارية أن السلطات المالية في العالم، مستعدة لبذل كل ما في وسعها لتحقيق استقرار النظام المالي، لكن الغموض يكتنف ما سيحدث مستقبلا خاصة للاقتصاد الامريكي• وقال "ما من أحد يعلن حتى الآن المدى الكامل لما سيحدث في الولاياتالمتحدة"• وكان دارلينغ القى باللائمة يوم الأربعاء على حالة الإقتصاد العالمي عندما كشف عن أول ميزانية يقدمها كوزير للمالية خفض فيها توقعاته بشأن النمو وزاد الاقتراض الذي من المتوقع أن يرتفع بكثير وذلك بمقدار سبعة مليارات جنيه استرليني في السنة المالية القادمة• ويشكل جزء من تلك الزيادة قروضا لبنك نورذرن روك الذي جرى تأميمه غير أن محللين قالوا ان الوضع المالي العام سيء في كل الاحوال• وتزامنت تصريحات الوزير- الذي تلعب بلاده دورا حاسما في نادي الدول الأكثر تصنيعا (مجموعة الثماني)- مع تصريح جان كلود تريشيه رئيس البنك المركزي الأوروبي في حديث نشر اليوم الخميس انه يشعر بالقلق للتحركات المفرطة في أسعار الصرف في ظل الظروف الراهنة• وأضاف تريشيه إن تلك التحركات المفرطة للعملات غير مرغوبة• وقال لمجلة لوبوان الفرنسية "في الظروف الحالية أشعر بالقلق لتحركات أسعار الصرف المفرطة•" وشدد تريشيه على أهمية ضمان استقرار الاسعار في الاجل المتوسط في وقت ترتفع فيه أسعار النفط والسلع الاولية الاخرى• وقال تريشيه "إذا لم تعد لنا مصداقية في ضمان استقرار الاسعار فإن الاسر ستفقد الثقة وسيزيد اضطراب الاسواق المالية نفسها لان غموض الصورة بشأن التضخم في الاجل المتوسط سيضر بها•"