ويعتقد الإختصاصيين حسبما نقلته مصادر إعلامية، أن "المخاوف المتصلة بالعرض ستستمر في تعزيز أسعار النفط التي ستبقى تصاعدية ما دامت العوامل الظرفية المتعلقة بالقلق عن الإمدادات قائمة. وقد أجبر إضراب عمال نيجيريين لدى اكسون موبيل، الشركة على وقف إنتاج نحو 200 ألف برميل يوميا من النفط الخام. بينما أعلن متمردون نيجيريون أنهم خربوا الخميس الماضي خط أنابيب لنقل النفط في دلتا النيجر تديره رويال داتش شل. وما زاد في المخاوف على إنتظام الإنتاج النيجيري هو أن حركة تحرير دلتا النيجر "نصحت" في بيان شركات النفط الكبرى العاملة في نيجيريا "ألا يضيعوا وقتهم في إصلاح أي خطوط لأننا سنواصل تخريبها''. كما أن إضراب عمال قطاع النفط ليومين في المملكة المتحدة بداية من يوم الأحد والذي أدى إلى إغلاق خط الأنابيب الرئيسي في بحر الشمال الذي ينقل نحو 700 ألف برميل يوميا ساهم أيضا في رفع أسعار النفط. لكن شركة بريتيش بتروليوم توقعت عودة المصفاة إلى العمل خلال 24 ساعة، حيث من المنتظر أن ينتهي اليوم إضراب عمال مصفاة غرانغماث وهي المصفاة الوحيدة في اسكتلندا. ويرى محللون أن استمرار التوتر بين الولاياتالمتحدةوإيران رابع أكبر مصدر للنفط في العالم، يسهم أيضا في الاتجاه التصاعدي لأسعار النفط. حيث قال مسؤولون عسكريون أمريكيون يوم الجمعة، إن سفينة شحن متعاقدة مع البحرية الأمريكية أطلقت طلقات تحذيرية باتجاه قاربين سريعيين في الخليج غير معلومي الهوية. وعلى الرغم من مسارعة إيران إلى نفي الخبر إلا أن الترويج لمثل هذه الحوادث من شأنه التأثير على الأسعار صعودا، لا سيما في منطقة شديدة الحساسية بالنسبة لإمدادات الطاقة العالمية. وحسبما جاء في وكالة الأنباء الجزائرية، فإن تأثيرات تداعيات الخلافات حول الملف النووي الإيراني، كانت قد تراجعت قليلا لكن التوتر عاد مرة أخرى، لا سيما في ظل تعزيز التيار المحافظ في إيران لمواقعه في الإنتخابات النيابية وهو ما ينذر بمزيد من التشدد من طرف إيران بخصوص حقها في إمتلاك التكنولوجيا النووية كبلد موقع على الإتفاقية الدولية لمنع إنتشار الأسلحة النووية. وترتبط حركة أسعار النفط المسعرة بالدولار بتقلبات قيمة العملة الأمريكية في تناسب عكسي، إلا في حال طرأت عوامل ظرفية كما هو الحال منذ نهاية الأسبوع الماضي، إذ بالرغم من تحسن قيمة الدولار بقت الأسعار في تصاعد. وكان وزير الطاقة والمناجم والرئيس الحالي لمنظمة "أوبك" شكيب خليل، أكد في مناسبة سابقة، أن احتمال وصول سعر النفط الى 200 دولار أمر وارد.