وسيطر حزب الله الشيعي وحلفاؤه في المعارضة على معاقل لخصومهم السياسيين السنة في التحالف الحاكم في العاصمة بيروت وفي التلال إلى الشرق مما دفع البلاد إلى شفا حرب أهلية جديدة مثل التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990• وبقي الجيش اللبناني محايدا حتى الآن في الصراع الذي قتل 81 شخصا وأثار مخاوف عربية ودولية على مصير لبنان• واندلع القتال في السابع من ماي بعد أن أصدرت حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة التي تدعمها الولاياتالمتحدة قراري تفكيك شبكة اتصالات حزب الله وإقالة مدير جهاز أمن المطار اللذين أديا إلى رد فعل قوي من حزب الله• وأعلن حزب الله ن ذلك بمثابة إعلان حرب وشن سلسلة هجمات مؤثرة سيطر خلالها على أجزاء كبيرة من بيروت قبل أن يسلم المواقع التي سيطر عليها إلى الجيش• وجاء في بيان لقيادة الجيش أنه سيعمل على إنهاء كل مظاهر الوجود المسلح في المدن والقرى و"ستعمد وحدات الجيش إلى ضبط المخالفات على أنواعها فردية كانت أو جماعية بالوسائل المعتمدة ووفقا للأصول القانونية حتى ولو أدى ذلك إلى استعمال القوة" • ولم يقدم الجيش المزيد من التفاصيل عن خطته لكن مصدرا أمنيا قال إن ذلك يتضمن اعتقال أي مسلح والسيطرة على كل المواقع المسلحة ومداهمة مستودعات الأسلحة المشتبه بها• لكن بقي المسلحون الموالون للفريقين المتناحرين في الشوارع ووردت تقارير عن وقوع اشتباكات في مناطق عدة من لبنان• وحتى لو نجحت خطة الجيش فهذا لا يعني انتهاء حملة المعارضة المدنية لاجبار الحكومة على سحب قرار إقالة مدير جهاز أمن المطار وتفكيك شبكة اتصالات حزب الله• ومازالت أجزاء كبيرة من العاصمة اللبنانية بيروت مصابة بالشلل من جراء المتاريس التي أقامها حزب الله وحلفاؤه• كما ظل مطار وميناء بيروت مغلقين• وشلت الأزمة السياسية المؤسسات الحكومية وتركت البلاد بلا رئيس منذ نوفمبر• وأجل مجلس النواب جلسة انتخاب رئيس جديد للمرة التاسعة عشر مرجئا التصويت الذي كان مقررا اليوم الى العاشر من جوان•ويستعد الفرقاء اللبنانيون لوصول وسطاء جامعة الدول العربية إلى بيروت الأربعاء• وقال مجلس الامن الدولي انه يتوقع ان يتسلم طلبًا رسميًا لعقد جلسة لمناقشة الوضع في لبنان•واضاف رئيس مجلس الامن المندوب البريطاني جون سورز للصحافيين الليلة الماضية ان المجلس دون شك يرى ان الوضع في لبنان يشكل تهديدًا للامن والاستقرار الدوليين مبينا انه لم يتسلم الى الان طلب رسمي لعقد جلسة او اجتماع حول الموضوع•واشار الى وجود مشاروات بين العواصم حول الوضع مبينا انه لن يتفاجأ بتسلمه طلب رسمي لعقد اجتماع لمناقشة لبنان•