وعرف الرحالة الورثيلاني (1713-1779) المولود بمنطقة بني ورثيلان بسطيف بعلمه الواسع في اللغويات وفقهه الديني إلى جانب ولعه الكبير بالسفر والرحلات حيث جال كل قرى ونواحي منطقته قبل أن يستقر ببجاية موطن "حجه الأصغر" حسب ما ذكره في كتاباته، وهو ما يعتبر تلميحا منه أنه "زار ال99 قديسا وعالما الذين تشتهر بهم بجاية منذ العصور الوسطى" ليشرع بعدها في رحلة أطول قادته إلى البقاع المقدسة بمكة المكرمة• كما استقى علمه بزوايا عدة و كان يعتبر عاصمة الحماديين (بجاية) "مدينة مقدسة" حيث لم يكن يتوانى عن التعبير عن تعلقه وولعه بها إلى جانب إعجابه بسكانها "الذين يشع منهم العلم كما ينبثق الماء من الينابيع" سيما نساءها اللائي يقول عنهن "كن متحررات بالنسبة لزمانهن"، حيث يقول إن "500 فتاة ببجاية تعلمن المدونة" وأن" العديد منهن كن يعرفن ابن الحجيب"• كما تفيد ذات المعلومات المتوفرة حول هذا الرحالة أنه بادر بعد فترة من إقامته ببجابة إلى تنظيم رحلة إلى البقاع المقدسة رفقة قافلة تضم ألف رجل دامت سنتين وهي الرحلة التي كانت زاخرة بالاكتشافات واللقاءات وصفها الورثيلاني بأنها كانت بمثابة "عملية لتطهير النفس"، وفيما بعد قام بجولة حول الشرق الأوسط حيث التقى العديد من المولعين بالترحال مثله، على غرار الهندي ايسا بيدي الذي خصه ب"مذكرة ثناء لشخصيته في معجمه الشهير للقرن السابع عشر" حسب الأستاذ عيساني• يجدر الذكر أن الورتيلاني انتهى من صياغة كتابه الشهير "نزهة الأنصار في فضل علم التاريخ والأخبار" المعروف ب"الرحلة" عام 1768• هذا الملتقى من تنظيم مخبر لاموس لجامعة بجاية بالتعاون مع جمعية جهيماب، ويشمل برنامجه عدة ندوات وزيارات إلى جانب تنصيب ورشات عمل•