فضيحة أخرى تهز قطاع السياحة بعنابة، تورطت فيها شخصيات عديدة، منها السلطات المحلية وإطارات سامية في وزارة السياحة في عهد "نور الدين موسى"، حسب ما أفادت به مصادر مطلعة• الفضيحة تعود إلى سنة 2006 حينما تقدم ديوان الترقية والتسيير العقاري بمشروع إنجاز 220 مسكنا تساهميا على مستوى الخروبة، رغم أن هذا الوعاء العقاري تابع لمنطقة التوسع السياحي المسماة ب "كورنيش عنابة" وهو المشكل الذي أثار النزاع بين الديوان ومدير السياحة، التي أكدت أن مساحة المشروع التابعة لمنطقة التوسع السياحي والتي تتربع على 350 هكتارا عكفت على دراسة تهيئتها المؤسسة الوطنية للدراسات السياحية سنة 2002 والتي رفضت المصادقة على هذا المشروع الذي لا يتطابق والمواصفات الطبيعية لهذه المنطقة، حسب ما ينص عليه القانون رقم 88/ 232 المؤرخ في05 نوفمبر 1988• وفي ذات السياق، أكدت مصادر مطابقة ل "الفجر" أن القضية رفعت إلى الجهة الوصية وقد أقرت بإيفاد لجنة تحقيق إلى عنابة؛ حيث نظم لقاء وقتها وبحضور كافة الأطراف المتنازعة على هذه الأرضية، خلص الاجتماع إلى أن القطعة المراد استغلالها في إطار إنجاز 220 مسكنا تساهميا خارج حدود منطقة التوسع السياحي وهو القرار الذي رفضه مدير السياحة بعنابة والذي أصر على أن قطعة الأرض تابعة لمنطقة التوسع السياحي، لكن على مستوى المساحة الأرضية تم إنجاز 60 وحدة سكنية• وقد أكد رئيس ديوان الترقية والتسيير العقاري، أن القضية فصل فيها، لذا انطلقت أشغال إنجاز المشروع السكني الذي يشرف عليه الديوان يأتي بعد شراء الوعاء العقاري الذي كان محل نزاع مع مديرية السياحة من الوكالة العقارية• وعلى صعيد آخر، يشير مخطط منطقة التوسع السياحي أن المنطقة اغتصبت من طرف المقاولين الخواص؛ حيث أنجزت على أراضي الخروبة 72 مسكنا فرديا و144 آخر جماعيا ويضاف إليها مشروع 220 مسكنا تساهميا للديوان• القضية لم تنته عند اعتداء جديد على العقار السياحي، بل تعدته إلى إبعاد مدير السياحة السابق لولاية عنابة "محمد سكفالي" عن مهامه• وأمام هذه التلاعبات والتجاوزات الخطيرة، يبقى ملف العقار السياحي بعنابة يحتضر، خاصة منطقة التوسع السياحي المسماة ب "كرنيش عنابة"، استحوذ عليها الإسمنت وطالها الإهمال، رغم أنه يحدها من الشمال والشرق البحر المتوسط ومن الجنوب المنطقة العمرانية لمدينة عنابة وحي خليج المرجان، أما من الجهة الغربية فتمتد إلى حدود نادي الفروسية، هذه المقاييس الجمالية والمواصفات الطبيعية الهائلة، أقصاها القرار الجائر الذي كان كافيا لطمس المعالم السياحية التي تكتنزها بونة• للإشارة، إن المدير السابق للسياحة بعنابة السيد "سكفالي"، حسب متتبعي القضية، دفع ثمن رفضه الرضوخ والتوقيع أن المساحة الأرضية المتنازع عليها مع الديوان لإنجاز 220 مسكنا تساهميا لا تقع في منطقة التوسع السياحي المسماة ب "كرنيش عنابة"•