شهدت مؤسسة بريد الجزائر توقفا مفاجئا للخدمات على مستوى المراكز، عقب دخول العمال في إضراب مفاجئ دون سابق إنذار أو إيداع إشعار به لدى الإدارة العامة وهو النمط المعمول به لدى كل التنظيمات النقابية الناشطة في المؤسسات العمومية في حال اتخاذها قرار الإضراب• لكن الذي حدث أمس في مراكز بريد الجزائر بولاية الجزائر، وهو ما وقفت عليه "الفجر" في جولة استطلاعية لتقصي سبب التوقف المفاجئ للعمال عن العمل، خلق موجة من الطوابير الطويلة للمواطنين الذين لم يفهموا ما حدث بالضبط إن كان الأمر يتعلق بعطب في نظام الخدمات بواسطة الإعلام الآلي أو أي عارض آخر• مركز بريد الجزائر، الواقع بساحة أول ماي، تفاجأنا بأبوابه مغلقة أمام تجمع لعشرات المواطنين من كلا الجنسين يستفسرون عن غلق المركز دون إعلامهم بالسبب، وهو ما علقت عليه إحدى السيدات "كان من الأجدر بهم أن يبلغونا مسبقا بأنهم في إضراب"، ويضيف مواطن آخر تعدى 60 من العمر "يتصرفون بلا مسؤولية والخاسر الوحيد هو المواطن الذي يدفع دائما فاتورة هذه الاحتجاجات، وكان عليهم أن يعلقوا إشعارا بالإضراب حتى لا نبقى ننتظر"• تقدمنا من أحد العاملين الذي كان واقفا بالمدخل الخاص بالموظفين وسألناه عن السبب، فقال لنا أن الأمر يتعلق بإضراب شنه عمال بريد الجزائر على المستوى الوطني بسبب المشاكل العالقة منذ مدة والتي لم تكلف الإدارة العامة نفسها إيجاد حلول لها وفي مقدمتها مسألة المنح التي لم تصرف للعمال• لنتحول إلى مركز بريد الجزائر بشارع حسيبة بن بوعلي، فوجئنا به مفتوحا، لكن طوابير المواطنين شكلت 3 صفوف، كل ينتظر دوره في الاستفادة من الخدمات، لكن لدى استفسارنا عن الأمر، قال لنا أحد العاملين هناك أن "الأمر يتعلق بعطب في شبكة الإعلام الآلي لا غير"، ليرد علينا زميله " الحقيقة وما فيها أن العمال شنوا إضرابا نتيجة المشاكل العالقة منذ مدة وفي مقدمتها "المنح"• في ذات السياق ولمعرفة الأسباب التي دفعت بعمال بريد الجزائر إلى التوقف فجأة عن العمل، اتصلنا بالأمين العام لفيدرالية عمال البريد والمواصلات "بوشلاق محمد"؛ حيث كشف المتحدث في تصريح ل "الفجر" أن الأمر لا يتعلق بإضراب عمال بريد الجزائر على المستوى الوطني وإنما المشكل يكمن في أن عمال بريد الجزائر بالعاصمة شنوا يوما احتجاجيا على قرار المديرية العامة للمؤسسة توظيف قابضين شباب منعدمي الخبرة وعددهم 4 في كل من " مركز باب الزوار"، "مركز المدنية"، "مركز ديدوش مراد" و"مركز بريد الجزائر أول نوفمبر" وهو الأمر الذي استاء له العمال، خاصة القابضين من كبار السن الذين أدركوا أن مناصبهم يعوضها هؤلاء الشباب الذين لا يملكون الخبرة، وهذا الاحتجاج جاء هكذا بالرغم من أن عمال بريد الجزائر غير ممثلين في مكتب نقابي عكس المكاتب الولائية الأخرى الممثلة ل 47 ولاية• وأوضح المتحدث أن المدير الولائي لبريد الجزائر ورغم كل محاولات التهدئة التي قام بها لحل المشكل إلا أنها باءت بالفشل، الأمر الذي استدعى تقديم استقالته أول أمس تحت طائلة الضغوطات التي تعرض لها وتم تعويضه بمدير جديد، كما أن غياب الحوار بين العمال والإدارة العامة لبريد الجزائر جعل الأمور تصل إلى انسداد وهو ما فجر الوضع هكذا بين الطرفين•