و حسب ما أبرزه لنا ممثلو سكان قرية بلغيموز التابعة لبلدية العنصر الواقعة على بعد حوالي 40 كلم شرق عاصمة الولاية جيجل فإن المعضلة الكبرى التي يواجهونها تكمن في ضيق سكناتهم المغطاة بالقرميد و المتكونة من غرفتين و مطبخ فقط، فهناك سكنات تعيش بها ثلاث إلى أربع عائلات بجميع أفرادها و هو ما أفرز آثار اجتماعية و نفسية مزرية لساكنيها الذين يشتكون من قلة عدد السكنات الاجتماعية التي استفادت منها المنطقة مقارنة مع نموها السكاني الكبير مع العلم أنه تم توسيع 30 مسكنا مؤخرا بطريقة ارتاح لها الجميع حيث ظفر بها من يستحقها على حد قول مصادرنا غير أنهم يرجون السلطات المعنية الإسراع في توزيع ما تبقى من السكنات طالما أن الأشغال قد انتهت من إنجازها من جانب آخر يشتكي سكان بلغيموز من الانقطاع المستمر للمياه الصالحة للشرب لعدة أيام مع العلم أنهم يستعملونها في عمليات التنظيف فقط ، و يضطرون لاقتناء هذه المادة الحيوية من الصهاريج التي تنامت كالفطريات لما تذره على أًصحابها من أرباح طائلة سيما في ظل تخوف السكان من شرب مياه الحنفيات التي تختلط في كل مرة بالمياه القذرة و رغم الجهود التي تبذلها مصالح الري بالبلدية للقضاء على تسربات المياه النتنة إلا أن اهتراء الشبكة ككل صعب من مهمتهم إذ تحتاج آنيا إلى تجديدها بشكل كلي و على صعيد متصل تحولت قرية بلغيموز إلى مشتة حقيقية لانعدام الإنارة بها رغم توفرها على الأعمدة و المصابيح التي تم إنجازها منذ سنوات خلت و من النقائص المسجلة أيضا غياب مشاريع التهيئة و التحسين الحضري فأغلب الطرق و أرصفتها في وضع لا يحسد ، هذا و يطالب السكان من رئيس البلدية التدخل العاجل لبرمجة وضع ممهلات في وسط القرية التي يخترقها الطريق الرئيسي المؤدي إلى شواطئ بني بلعيد حيث بدأ يشهد حركة كثيفة من قبل المصطافين القادمين من مختلف جهات الولاية جيجل و من خارجها و رغم اعتماد سكان قرية بلغيموز التي تعد من أكبر التجمعات السكناية بالبلدية على الفلاحة لضمان مصدر رزقهم و معيشتهم إضافة إلى اشتغال العديد منهم في مصنع خاص لتحويل الفلين و كذا في ورشات البناء إلا أن نسبة البطالة تبقى قليلة سيما في أوساط الشباب المتسربين من المؤسسات التعليمية حيث سلك بعضهم دروب الآفات الاجتماعية و في مقدمتها تناول المخدرات قصد التنصل من الواقع المزري المعاش ، و مما زاد في الطين بلة هو فشل المرافق الموجودة في استقطاب هذه الشريحة الهامة على غرار دار الشباب الكائن مقرها بمركز القرية إذ لا تتعدى نشاطاته المناسباتية عدد أصابع اليد خلال السنة ناهيك عن بقاء الملعب دون تهيئة و إصلاح و المثير للانتباه بهذه القرية الهادئة التي بنيت في فترة السبعينات من القرن الماضي في إطار تشييد ألف قرية على مستوى القطر ، هو توفرها على أراضي فلاحية شاسعة تمتد حتى شاطئ البحر جزء كبير منها تم استغلاله فيما مضى في غرس الأشجار المثمرة و كان إنتاجها حسب مصادرنا يروج حتى في الأسواق الأوروبية لجودته إلا أنها حاليا تعاني من التهميش و تحولت إلى أراضي بور و عليه يطالب المواطنون و خاصة الفلاحين من السلطات الولائية مساعدتهم على استغلالها بصفة مؤقتة إلى أن تجد لها الدولة حلا نهائيا لها•