وأشار بابس إلى أن التقرير الأخير أخذ أبعادا أكثر عمقا من التقارير السابقة "حيث من الضروري اعتماد المؤشرات التي تمكننا من تقييم التنمية البشرية على المستوى الإقليمي وليس على المستوى الوطني فحسب"، كما أن النتائج التي يتم التوصل إليها من خلال هذه التقارير تمكن من معالجة بعض المشاكل والظواهر• وأعطى بابس مثالا على ذلك بمسألة الفرق في نسبة التمدرس بين الذكور والإناث، مشيرا إلى أن الأرقام تدل على أن نسبة التمدرس لدى الفتيات تفوق نسبة الذكور وهو ما يفتح المجال للتساؤلات حول الأسباب، بالإضافة إلى الوجهة التي سيؤول إليها الأولاد الذين لم يحصلوا على حقهم في التمدرس، وقال في هذا السياق، أنه على ضوء نتائج التقرير سيتم رفع توصيات إلى السلطات لأخذها بعين الاعتبار• ومن جهته، قال ممثل برنامج الأممالمتحدة للتنمية، خلال عرض التقرير أمس بجنان الميثاق، أن التقرير يهدف إلى تسجيل المؤشرات الخاصة بالتطور البشري في الجزائر في شتى المجالات كالصحة والتربية وغيرها، باعتبارها عوامل تساعد الفرد على المشاركة الإيجابية في المجتمع إذا سجلت تحسنا، مشيرا إلى أن المؤشرات التي كانت تعرف تحسنا خلال السنوات القليلة الماضية كنسبة الولادات وانخفاض نسب الوفيات لدى المواليد إلى جانب نسب التمدرس تعرف نوعا من الاستقرار• وطرح المتحدث مسألة أن الأرقام في الجزائر مازالت تعتمد على المؤشرات التي يعتمدها برنامج الأممالمتحدة في مختلف الدول التي تعمل بها، وهو الأمر الذي لا ينطبق أحيانا على الجزائر، خاصة في ظل غياب التنسيق بين الهيئات الدولية والوطنية، فبرنامج الأممالمتحدة مثلا لا يحتسب المدارس القرآنية في إطار المنظومة التربوية، باعتبار هذه المدارس لا تقوم في بعض الدول إلا بتحفيظ أجزاء من القرآن، إلا أن المدارس القرآنية في الجزائر تقوم بتعليم بشكل أكاديمي، مما يجعل احتسابها ضمن المنظومة التربوية أمرا ممكنا، بل وضروريا، يضيف السيد شوليه• وأبدى التقرير السابع للتنمية البشرية، الذي اعتمد على خصائص أساسية، تتمثل في مدة العمر والصحة، الحق في التعلم والحصول على مستوى معيشي لائق، أن الجزائر مصنفة في خانة الدول المتوسطة من خلال مؤشرات التنمية البشرية• فبخصوص نسب البطالة، قال الخبراء خلال عرضهم للتقرير، أنه على الرغم من تراجع البطالة في السنوات الأخيرة، إلا أنها مازالت تسجل معدلات هامة، أما بخصوص نسب الولادات والوفيات، فقال التقرير أن الجزائر تسجل تراجعا محسوسا في نسب وفيات الأطفال، لكن هناك استمرار لوفيات الأطفال حديثي الولادة، كما أن التغطية الصحية مازالت ناقصة في بعض المناطق، إلى جانب كون انخفاض الوفيات بشكل عام يعد طفيفا•