بالاعتماد على أرقام قديمة وإحصائيات رسمية سابقة طعن في مصداقيتها رئيس الجمهورية شخصيا وطالب وزراءه بتصحيحها قدم رئيس المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي محمد الصغير بابس التقرير الوطني السادس حول التنمية البشرية الذي وإن لم يحمل أي جديد استبعد كلية قدرة أي جهة من الجهات الطعن فيه ، مؤكدا إمكانية تراجع هيئته وتصحيح الأرقام المتبناة في حالة واحدة فقط تتعلق بطعن الرئيس بوتفليقة في مصداقيتها. وقال بابس أن التقرير سيمكن الجزائر من ممارسة التقييم الذاتي بانتهاج المعايير الدولية المعمول بها في هذا المجال ،مشيرا الى أن التقرير الوطني حول التنمية البشرية لسنة 2006 هو نتيجة إجماع بين مجموع الأطراف التي شاركت في إعداده كالوزارات و المجتمع المدني مضيفا أن هذا العمل يشكل من "نموذجا" بالنسبة للتقارير الوطنية المقبلة حول التنمية البشرية غير أنه سرعان ما ناقض نفسه ليتذكر أن مهمة هيئته تتمحور في تقييم تطبيق السياسات العمومية و كشف كل خلل وهو الأمر الذي يتعارض على طول الخط مع الإجماع الذي سعى التقرير لتحقيقه. وأوضح رئيس الكناس أن التقرير اعتمد على خمس نقاط و هي التنمية البشرية و الفقر و مكافحته و الحكم الراشد و الحريات الاقتصادية و الاقتصاد الذي يعتمد على المعرفة الضروري حسبه لبلوغ التنمية المستديمة وبكثير من العموميات وبعيدا كلية عن نسب جديدة مضبوطة قال التقرير أن نسبة السكان الذين يعيشون تحت مستوى الفقر في الجزائر تراجع من 3.6 بالمائة سنة 1988 الى 1.6بالمائة سنة 2004 ، مضيفا بأن نسبة الفقراء الذين يعيشون على 1 دولار يوميا سنة 2004 شبه منعدمة وهو ما أعتبره أصحاب التقرير نتيجة طبيعية لتطبيق المخطط الوطني لمحاربة الفقر الذي وإن ظهرت نتائجه في التقارير فإنها تغيب كلية عن شوارع المدن الكبرى التي تطبعها على الدوام مظاهر التسول وفاقة الساكنة في الجزائر العميقة . و إن اعتبر خليفة المستقيل محمد الصالح منتوري أن التقرير الوطني السادس حول التنمية البشرية سيشكل "مرجعا" في تصنيف الجزائر في إطار التقرير العالمي المقبل حول التنمية البشرية فإنه لم يكشف هذه الأرقام والنسب التي ستجعل الجزائر تتصدر مراتب مردية ضمن التقرير العالمي المقبل بالرغم من أن المتعارف عليه أن الأرقام هي المؤشرات الوحيدة للفصل في مثل هذه القضايا. رئيس الهيئة الاستشارية التي يفترض فيها تقييم السياسات العامة مثلما كانت عليه في عهد الرئيس المستقيل منتوري ،فضل أن يصعد للحكومة ليدور في فلكها ويهادنها وينال رضاها عوض أن ينتقدها ويقف عند مواطن الخلل في تسييرها وبواسطة تقرير تبنى من دون نقاش كل الأرقام الرسمية الصادرة عن الديوان الوطني للإحصائيات بما فيها تلك التي انتقدها رئيس الجمهورية وطالب وزراءه بتصحيحها ،قال أصحاب التقرير أن الجزائر تكاد تقضي على الفقر والبطالة والأمية فمن نصدق تقرير بابس أم الواقع المعيش ولوحات الفقر التي تتكرر يوميا ؟ وفي انتظار دورة المجلس القادمة التي ستكشف حسب رئيسها عن تقارير تقييم الأنظمة الوطنية للتربية و التكوين و الصحة يبقى محمد الصغير بابس يجزم من خلال هيئته بتحسن وضعية المواطن الجزائري الذي قال عنه بأنه يقترب من نماذج الدول الأكثر تقدما من حيث الدخل و المساواة بين الجنسين !! سميرة بلعمري