تعتبر المنطقة الصناعية بمقرة، أو كما تسمى منطقة النشاطات، واحدة من أهم المناطق التي ازدهرت بها التجارة وساهمت في بناء الاقتصاد وتنميته بوتيرة متسارعة بالناحية، إضافة إلى توظيف عشرات العمال من مختلف الأعمار، الذين كانوا يعيشون حياة البؤس والحرمان جراء البطالة• سلمت منطقة النشاطات لعدة مستثمرين أقاموا عليها مشاريع مختلفة عادت بالفائدة على المنطقة والوطن ككل، ومن بين هذه المشاريع مصانع إنتاج البلاط والغرانيت والتي أصبحت قبلة لعشرات الزبائن القادمين من مختلف ولايات الوطن، إلا أن المنطقة التي أقيمت عليها هذه المصانع تعرف عدة نقائص ومشاكل طرحها المستثمرون ل "الفجر"، حيث أكدوا أن بداية نشاطهم كان سنة 2004 وكان فأل خير على سكان المنطقة بالنظر إلى العدد الكبير من العمال الذين تم تشغيلهم والمقدر بحوالي 300 عامل موزعين عبر ثلاثة مصانع، بالإضافة إلى حوالي 100 عامل يشتغلون بصفة عمال يوميين• وحسب أصحاب شركة "المقري والتضامن بن باي"، فإن ظروف العمل غير ملائمة ولا تساعدهم على تطوير الإنتاج بالنظر إلى المشاكل والنقائص المطروحة، من بينها الطرقات غير المعبدة التي انعكست سلبا على العمال والسكان المجاورين للمنطقة، حيث يتسبب هبوب الرياح في تصاعد الغبار وتأثر المركبات والشاحنات بالحجارة المنتشرة بالمنطقة، ناهيك عن انعدام الممرات، حيث تتوقف الحركة عند تهاطل الأمطار لأن الشعاب الموجودة تتحول إلى وديان يصعب المرور عبرها• كما طالب هؤلاء المستثمرون بحماية المنطقة بسور خارجي وتعميم الإنارة العمومية لأنها تعرف انتشارا رهيبا لمختلف الحشرات السامة• مشكل آخر لا يقل أهمية عن سابقيه، يتمثل في المياه التي تعتبر الشريان الرئيسي لعملية الإنتاج، حيث كشف محدثونا عن استهلاك وحداتهم قرابة 40 صهريجا يوميا مقابل 500 و 600 دينار للواحد، كما ألح هؤلاء على ضرورة إنجاز قاعة علاج بالمنطقة لفائدة العمال والسكان المجاورين لتقديم الإسعافات الأولية عند الحوادث خاصة لسعات العقارب، كما ناشدوا الجهات المختصة لتخصيص مكان لرمي النفايات الصناعية يكون مدروسا بطريقة عملية تساهم في حماية البيئة، مضيفين أن السوق الأسبوعي الذي يقام كل يوم سبت أصبح يعرقل نشاط المنطقة لكون الطريق الرئيسي المؤدي إليها يحتله الباعة وهو ما يضطرهم إلى توقيف نشاطهم• رئيس بلدية مقرة في رده على هذه الانشغالات، أكد أن مشروع ربط شبكة الصرف الصحي المنجز بالمنطقة خصص له مبلغ 500 مليون والذي منحته مديرية الري بالولاية لربطه بالقناة الرئيسية• أما بشأن المكان الذي طالب المستثمرون بتخصيصه لرمي النفايات الصناعية، فقد أكد في هذا الصدد أنه تم تخصيص منطقة تدعى "جر الزيتونة"، تقع بالقرب من قرية المالح، على مسافة كلم ونصف وهذا بالتنسيق مع مصالح مديرية البيئة بالولاية• أما باقي النقائص فقد أكد أنها تقع على الجهة التي باعت لهم القطع الأرضية والمتمثلة في الوكالة العقارية•