الرئيس التونسي بن علي عوقب من طرف الشعب التونسي بعهدة رئاسية رابعة لأنه لم يحضر ولي العهد في الوقت المناسب ! وقضية البشير مع محكمة العدل الدولية جعلت العديد من الحكام العرب يتحسسون رؤوسهم إن كانت يانعة مثل رأس صدام ويمكن قطفها بقرار أممي ! وفي الأردن نشبت معركة بين الحكومة وأولياء المساجين الأردنيين حول مسألة تحويل أرض المملكة الأردنية إلى ساحة لسجن المواطنين الأردنيين المعاقبين من طرف إسرائيل..! فالعرب أصبحوا لا يصلحون إلا كأدوات لسجن مواطنيهم تطبيقا لتعليمات العدالة والسلطة الإسرائيلية..! مصر، التي كانت في عهد عبد الناصر تقول: البادئ سوريا منتهيا بمصر أصبحت اليوم تقول: البادئ بأولمرت منتهيا بمبارك ! ولهذا راحت سوريا تبحث عن عمق في طهران أو في أنقرة ..! وفقدت مصر دورها التاريخي في التنسيق مع سوريا ولبنان ..! ومع العرب أيضا ..! وأصبحت مجرد أردن جديد ولكن بدون ملك ؟! أما عباس فلسطين فقد أصبح يرأس حكومتين لفلسطين تتبادلان السطو على المواطنين وسجنهم .! على طريقة خطف بخطف ..! وإطلاق سراح بإطلاق سراح ..! لأن فلسطين أصبحت بلا موضوع وبلا ثورة بعد أن تحولت الثورة إلى سلطة تمارس السطو على جزء من الشعب وسجنه..! الشعب الفلسطيني المسكين بعد أن فقد أرضه منذ 60 سنة ها هو اليوم يفقد أيضا صفة "الممثل الشرعي الوحيد" الذي كانت ترفعه قيادة فلسطين قبل السلطة الفلسطينية.. لأنه لا يعقل أن يقوم الممثل الشرعي الوحيد بسجن صاحب الشرعية ..! أولمرت يغادر الحكم في إسرائيل لأنه سرق بضع آلاف من الدولارات، في حين أصبح الفساد في منظمة التحرير الفلسطينية يزكم الأنوف ويقدم الدليل على أن السلطة الفلسطينية لا تختلف عن بقية الحكام العرب فسادا واستبدادا وإهمالا للحق العام وتضييعا للحقوق الوطنية..!