وكان المواطنون القاطنون بالمناطق الشمالية الوسطى والداخلية، قد تفاجؤوا منذ بداية شهر الصيام بفقدانهم لأبسط ضروريات حياتهم اليومية المتمثلة في الكهرباء، التي غاب عنها التيار منذ الأيام الأولى للشهر الفضيل فراحت تنقطع من حين لآخر قبيل موعد الإفطار وأثناءه وبعده. الوضعية تلك عجلت بظهور استياء وتذمر شديدين واسعي النطاق ترجمته تساؤلات واستفسارات المواطن المغلوب على أمره التي لم يجد لها أجوبة شافية، حيث أصبح المواطن مضطرا للالتفاف حول مائدة إفطار تزينها شموع بلغ ثمن العلبة الواحدة منها 70 دج تحتوي على 10 شموع لا تكفي لتمضية ليلة واحدة وسط ظلام دامس، وحتى أداء صلاة التراويح حرم منها المواطنون ولم تستطع الشموع تعويض مكبرات الصوت لإيصال صوت الإمام المقرئ إلى مسامع المئات من المصلين في المساجد. الشموع عجزت عن تعويض إنارة المصباح وعن إظهار الأطباق الموضوعة عليها ليسد رمق جوعه في شهر الصيام، وترجم ذلك الاستياء والغضب لدى المواطنين قيامهم في كثير من المناطق التي كانت مسرحا لانقطاع التيار الكهربائي بقطع عدة طرق وطنية وولائية مثل عنابة والمسيلة وباتنة. ليس هذا فقط ما حدث، بل تسببت انقطاعات التيار الكهربائي أيضا في حالة من الغليان والغضب لدى أصحاب المحلات التجارية الذين مافتئوا ينتظرون قدوم شهر الصيام لمضاعفة نشاطهم، لكنهم اصطدموا بأجهزة التبريد والثلاجات التي تعطلت ومنها من توقفت بسبب الضغط العالي الذي تسبب في فساد عديد من المنتوجات والمواد الاستهلاكية التي تحتاج إلى حفظها في أماكن تبريد. وقد اختلفت التفسيرات لهذا الأمر، حيث ربط البعض الأمر بالوضع الأمني، فيما أرجعها البعض الى الظروف المناخية والأضرار التي لحقت بالأعمدة الكهربائية، دون التحقق من مصدر الخلل والعطب. وقد أعلنت سونلغاز، أمس في بيان لها، أنه بفضل تجنيد جميع وحدات التدخل، تجري عملية إصلاح الأضرار التي لحقت ببعض الأعمدة الكهربائية، ويضيف البيان أن هذا التجنيد المتواصل لوحدات التدخل لذات الشركة يسير بوتيرة منتظمة وستعود الأمور إلى مجراها الطبيعي ابتداء من صبيحة اليوم حال الانتهاء من عملية إصلاح الأعمدة الكهربائية.