يروى أن أعرابياً جاء أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه، فقال إن لي إليك حاجة رفعتها إلى الله قبل أن أرفعها إليك، فإن قضيتها لي حمدت الله تعالى وشكرتك، وإن لم تقضها حمدت الله تعالى وعذرتك. فقال له علي خط حاجتك في الأرض؛ فإني أرى الضر عليك، فكتب الأعرابي على الأرض "إني فقير"، فقال الإمام يا قنبر، ادفع إليه حلتي الفلانية، فلما أخذها الأعرابي مثل بين يديه، وقال كسوتني حلة تبلى محاسنها فسوف أكسوك من حسن الثنا حللا إن الثناء ليحيي ذكر صاحبه كالغيث يحيي نداء السهل والجبلا لا تزهد الدهر في عرف بدأت به فكل عبد سيجزى بالذي فعلا فقال علي : يا قنبر أعطه خمسين ديناراً، أما الحلة فلمسألتك، وأما الدنانير فلأدبك، سمعت رسول الله يقول "أنزلوا الناس منازلهم".