يحتوي مسجد الباي على قاعدة مربعة طولها 17 و ينتهي بقبة صغيرة يعلوها عمود تزينه فسيفساء جميلة محاطة بالنجمة والهلال، أما بواجهاته الأربع فتوجد فتوحات مقوسة له باب كبير يقابل الواجهة البحرية. ويستقطب هذا الجامع أعداد هائلة من المصلين خلال صلاة العيد و حتى التراويح، بالإضافة إلى الزوار الذين يأتون من كل حدب و صوب للتفرغ للذكر وتلاوة القرآن. يرجع مسجد الباي إلى صالح باي بن مصطفى المولود بإزميرا الشرقية والذي كان بايا على حامية قسنطينة و هو الذي أمر ببناء المسجد ببلاص دارم التي تعد مكمنا حقيقيا تكتنز فيه كل المعالم الدينية بالإضافة إلى توفرها على مقومات الحضارة الإسلامية، وقد تم بناء هذا المعلم الديني يوم 18 أوت 1792 م إلا أن صالح باي لم يحضر التدشين بسبب انشغالاته ذات الطابع العسكري. وعليه يبقى جامع الباي مفخرة للسكان الأصليين بعنابة ، فهم يحجون إلى هذا المسجد في الأعياد وفي المناسبات أخرى بالإضافة إلى تصنيفه من بين المعالم الدينية الثمينة. والمعلم اليوم بحاجة إلى ترميم لاستعادة بريقه والمحافظة على وجهه الحقيقي فجامع الباي الذي يبقى يستقبل المصلين يعتبر منارة إسلامية قائمة بذاتها تتوسط عنابة الساحلية التي عشقها منذ القدم كل من وطأت أقدامهم هذه الأرض الجزائرية وأقاموا بها تاركين بصمات تدل على أنهم مروا من هنا.