صدرت أخيرا عن دار الساقي في بيروت رواية "طعم أسود رائحة سوداء" للكاتب اليمني علي المقري. وتستعرض الرواية - التي جاءت في 119 صفحة من الحجم المتوسط - مأساة الطبقات الفقيرة في الهند وخاصة أولئك الذين يعانون من نظام الانعزال الطبقي وفئة المنبوذين. وقبل استعراض الرواية وبمجرد التفكير في الظلم التاريخي الذي لحق بالعرق الأسود يذهب الذهن إلى الزنوج في الولاياتالمتحدة في حقبة سابقة وإلى ضحايا نظام الفصل العنصري البائد في جنوب إفريقيا. لكن كثيرا من الناس قد يفاجؤون عند قراءة رواية الكاتب اليمني علي المقري الأخيرة "طعم أسود رائحة سوداء" بواقع متشابه وربما أشد قسوة. رواية المقري تنقل القارئ إلى عالم الطبقات المغلقة والمنبوذين في الهند، وهو عالم متغلل في عمق الذات الشعبية وشكل على مر التاريخ مفاهيم ومعتقدات اعتبرت لدى كثير من الناس حقائق ومسلمات. والرواية تستعرض المصالح المادية للطبقات أوالجماعات التي تستغل شقاء الآخرين وترسخ تعاستهم باسم الدين أو باسم الوطن وترسم تداعيات ذلك على حياة المظلومين وتجبرهم على الاستسلام.