تعهد وزراء مالية ومحافظو البنوك المركزية في مجموعة السبع باتخاذ كل الأدوات المتاحة لإعادة الاستقرار إلى النظام المالي وإعادة فتح أسواق الائتمان المتوقفة في الولاياتالمتحدة وأوروبا.وورد في بيان مشترك عقب الاجتماع أن مجموعة الدول السبع اتفقت، أمس السبت، على أن الوضع الحالي يتطلب إجراء عاجلا واستثنائيا، وستقوم الحكومات باتخاذ كل الخطوات الضرورية لإعادة السيولة إلى أسواق المال والائتمان.ويأتي الاجتماع الذي عقد في واشنطن مع هبوط أسواق المال العالمية إلى أدنى مستوى لها هذا الأسبوع متأثرة بالمخاوف من حدوث ركود عالمي. هذا، ولم يتم الإعلان عن خطوات مشتركة حتى الآن، إلا أن المجموعة اقترحت أن تقوم الحكومات السبع بضخ أموال عامة في البنوك المهددة بالانهيار.كما تعهدت الدول السبع بأن بنوكها تستطيع توفير رأسمال من مصادر عامة وخاصة بمبالغ كافية لإعادة الثقة والسماح لهم بالاستمرار في إقراض العائلات والشركات.وفي سياق متصل، أعلن قصر الرئاسة الفرنسى "الإليزيه" أن قمة لرؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في منطقة الأورو ستعقد اليوم الأحد في باريس من أجل وضع خطة عمل مشتركة لهذه الدول والبنك المركزي الأوروبي لمواجهة الأزمة المالية العالمية.وسيشارك في هذه القمة، كل من رئيس المفوضية الأوروبية ورئيس البنك المركزي الأوروبي إلى جانب رؤساء دول وحكومات منطقة الأورو. ويذكر أن انعقاد هذه القمة جاء بناء على طلب رئيس الوزراء الإسباني خوسيه ساباتيرو من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى، الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية للاتحاد الأوروبي، الدعوة إلى عقد اجتماع طارئ لرؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء بمنطقة الأورو، لبحث اتخاذ موقف قوي وموحد إزاء الأزمة المالية. ومع تزايد حدة الأزمة التي تعصف بالأسواق المالية في العالم ووصولها إلى حد الانهيارات في العديد من البورصات، وضعت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى خطة تحرك من خمس نقاط لمواجهة الأزمة المالية العالمية وتعهد أعضاؤها بمنع إفلاس المصارف الكبرى. ومن جانبه، واصل الرئيس الأمريكي جورج بوش محاولاته لطمأنة الأمريكيين وإعادة الثقة إلى أسواق المال التي تعاني انخفاضات متتالية للأسبوع الثاني على التوالي، مؤكدا أن الحكومة الأمريكية تمتلك الأدوات الضرورية لحل أزمة الائتمان. وقال بوش في كلمة له بالبيت الأبيض، إن الانخفاض الذي شهدته أسواق المال يعزى في غالبيته إلى "القلق والخوف"، مشددا على أن إدارته تدرك ماهية المشكلات الموجودة ولديها الأدوات لحلها وتعمل على ذلك بشكل فعال. ولم يكشف بوش عن أي إجراءات جديدة للحد من الانهيارات المتتالية في البورصات الأمريكية أو النظام المصرفي إلا أنه أكد أن إدارته "ستواصل العمل لحل أزمة الائتمان وإعادة استقرار الأسواق عبر استراتيجية شاملة وعدد من الأدوات واسعة النطاق التي تقوم باستخدامها حاليا بشكل مكثف. وأوضح الرئيس الأمريكي أن من بين هذه البرامج أدوات لمساعدة المقترضين وبرنامج آخر سيبدأ تنفيذه الأسبوع المقبل لتقديم الدعم لسوق القروض قصيرة الأجل التي تعد مصدرا رئيسيا لتمويل الأعمال والمؤسسات المالية.