في خضم الصعود المتنامي لباراك أوباما المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية التي ستجري في الرابع من نوفمبر المقبل، إهتم تقرير بحثي صادر عن مركز أبحاث الإعلام مؤخرًا بالدور الذي لعبته وسائل الإعلام في تلميع المرشح الشاب وجعله نجمًا ساطعًا في سماء أمريكا وأمل التغيير الذي ينتظره الأمريكيون. التقرير الذي أعده الباحث ريش نويس وحمل عنوان "كيف لم يكن باراك أوباما ليفوز بالترشيح الديمقراطي دون إيه بي سي وسي بي إس وإن بي سي". والذي أكد أن الإعلام الوطني ممثلاً في الشبكات التليفزيونية الثلاث "إيه بي سي" و"سي بي إس" و"إن بي سي" عملت على إظهار أوباما نجمًا سياسيًّا على حساب التغطية الموضوعية دون الخوض في أي موضوعات شائكة حول المزاعم المثارة حوله مع تجنب تسليط الأضواء على زلات مساعديه أو مَن حوله والتي من شأنها أن تهدد حملته الانتخابية كما حَمَتْهُ من هجوم منتقديه ومنافسيه. هذه هي النتيجة الأساسية التي خرج بها التقرير معتمدًا على تحليل للتغطيات الإخبارية الليلية للقنوات التلفزيونية الثلاث حول الحملة الانتخابية لأوباما والتي وصل عددها إلى 1365 قصة إخبارية بداية من ظهوره في حديث على إحدى القنوات التلفزيونية قبل انطلاق حملته الانتخابية رسميًّا (ماي 2000) وحتى انتهاء الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الديمقراطي في جوان 2008. وعلى الرغم من أنه لا يمكن القول إن المرشح الأسود لم يكن ليفوز بترشيح حزبه لانتخابات الرئاسة من دون الدعم الإعلامي الذي قدمته له شبكات الإعلام الوطني، إلا أن هذه المساعدة دون شك كان لها بالغ الأثر على تقدمه في حملته الانتخابية وذللت له كثيرًا من الصعاب خاصة مع إعطائه صورة الرئيس المثالي والقادر على إدارة شؤون البلاد واحتشاد الصحافيين العاملين في بعض وسائل الإعلام الأمريكية خلف المرشح الديمقراطي ليبدو الأمر وكأنهم عناصر من حملته الانتخابية تم زرعهم في وسائل الإعلام لتجميل صورته. أهمية هذا الدعم اللامحدود الذي قدمته الشبكات الإخبارية الأمريكية تكمن في أنها بثت تقارير مؤيدة لأوباما في أوقات الليل وهي الأوقات التي تحظى بنسب مشاهدة عالية خاصة في أوساط الموظفين الأمريكيين الذين لا يكون لديهم الوقت الكافي لمتابعة التغطيات المختلفة لضيق الوقت بخلاف العاملين في مجال السياسة وبالتالي يسهل التأثير فيهم أكثر من غيرهم. إخبارية موالية لأوباما أربعة أضعاف التقارير السلبية، 127 قصة إيجابية بنسبة 32% مقارنة ب 27 قصة سلبية بنسبة 7%.