تضم بلدية عين الباردة مجموعة من التجمعات السكانية المنتشرة بطريقة فوضوية كونها لم تخضع إلى دراسة عمرانية على غرار تجمعات عين الصيد مجاز الغسول كدية مراح الحروشي وسلمون الهاشمي بالإضافة إلى تجمعات ريفية متناثرة وتفتقر هذه التجمعات لأبسط مظاهر التمدن كون أغلب الطرقات مجرد مسالك ترابية تتحول مع أبسط تساقط للأمطار إلى برك موحلة تصعب من حركة التنقل سيما التلاميذ الذين يقطعون مسافات طويلة للالتحاق بمدارسهم وتشتكي أغلب العائلات من افتقار أحيائهم لأبسط الهياكل القاعدية كشبكة تصريف المياه القذرة التي تصب في العراء تتسبب في إصابة السكان بأمراض متنقلة بالإضافة إلى الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي كما عبر أهالي عين الباردة عن امتعاضهم الشديد إزاء إغفال البلدية عن إنجاز قنوات لصرف مياه الأمطار التي تحمل الأوحال وأغصان الأشجار وتجتاح بناياتهم التي تعرضت إلى التشقق والتصدع وأصبحت مهددة بالانهيار على حد قولهم ، ويشكل ضعف التغطية الصحية أحد أهم انشغالات سكان البلدية التي يقطنها أكثر من 20 ألف ساكن يضطرون لنقل مرضاهم إلى عاصمة الولاية على مسافة 30 كلم نظرا لنقص التجهيزات الطبية بالمصحة المتعددة الخدمات ، وفي قطاع التربية تعاني المؤسسات من نقص التدفئة المطاعم والوسائل البيداغوجية كما تفتقر أغلب التجمعات السكانية للإكماليات حيث يضطر التلاميذ إلى قطع مسافة 10 كلم مشيا على الأقدام من أجل مزاولة دراستهم بعين الصيد وسلطانة الأمر الذي أجبر الأولياء على توقيف أبناءهم مبكرا، كما تعاني البلدية من غياب المجمعات الثقافية التي من شأنها التخفيف من الروتين اليومي فشباب المنطقة الذي يعاني البطالة التي تجاوزت نسبتها 80 بالمائة بالرغم من أن البلدية تتوفر على منطقة نشاط صناعي تضم عدة مفارز صناعية حيث ذكر الشباب بأن أهم عمال مصانع منطقة مجاز الغسول من خارج البلدية. وفي ذات السياق تتميز عين الباردة بالطابع الفلاحي الرعوي بالإضافة إلى ثروة مائية هائلة بفضل المجاري والينابيع والوديان إلا أن الفلاحة لم تبلغ الأهداف المرجوة فالفلاحين يعتمدون على الحواجز المائية في سقي محاصيلهم الزراعية بسبب افتقار البلدية لسد مائي للسقي. وعلى صعيد تتمتع عين الباردة بموارد سياحية مختلفة خاصة ما تعلق بالسياحة الجبلية بإنشاء مرافق ترفيه وتسلية للعائلات خاصة في الصيف حيث تتوفر غابات الدفلة الوافرة الظلال على مختلف أشكال الطيور والبط البري. وحسب مسؤول بالبلدية أكد للفجر أن البلدية استفادت من مبلغ مالي إجمالي قدره 6 ملايير سنتيم وكذا عملية تكميلية سنة 2007 ب 9 ملايير سنتيم وجهت لتهيئة الطرقات والتطهير وتعزيز التنمية الريفية بالحروش وعين الصيد وإنجاز شبكة الطرقات بعين الباردة وفي قطاع السكن استفادت المنطقة من مختلف أنواع الحصص السكنية خاصة منها السكن الريفي ب 2510 وحدة سكنية وزعت على مختلف التجمعات السكانية وتبقى هذه الملايير غير كافية لتغيير الوجع القاتم لعين الباردة رغم أنها تتوفر على مقومات سياحية واقتصادية.