فصلت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء سيدي بلعباس في أثقل قضية خلال هذه الدورة والمتعلقة بحيازة ونقل 15 قنطار من المخدرات. القضية التي أجلت مرتين خلال الدورة السابقة، تورط فيها أربعة أشخاص ينتمون إلى شبكة دولية للمتاجرة بالخدرات، والذين توبعوا بجناية حيازة وشحن ونقل المدخرات عن طريق العبور بطريقة غير مشروع ووبسطة جماعة إجرامية منظمة وجناية التهريب ذوالخطورة على الصحة العمومية، وجنحة انتحال إسم الغير واستعمال المزور. ويتعلق الأمر بالمدعوين (ب.ج)، (ب.ر)، (ع.ع) و(ب.ق.ع) حيث تعود وقائع القضية إلى شهر نوفمبر من سنة 2006 حين تلقت مصالح الدرك الوطني لولاية سيدي بلعباس معلومات. وبناء على هذه المعلومات تمكنت من إيقاف شاحنة من نوع هيونداي ببلدية الحصيلة حوالي الساعة منتصف الليل، كانت هذه الشاحنة متجهة إلى وهران عبر الطريق الوطني رقم 95، قادمة من رأس الماء، وهي محملة بكميات من البصل لكن عند تفتيشها عثر بمقصورتها على 15 قنطار من مادة الكيف المعالج كانت موضوعة بصناديق مخبأة بإحكام تحت البصل، ومباشرة تم إلقاء القبض على السائق (ب.ج) الذي هو من ولاية سطيف ومرافقه (ع.ع) مهاجر بفرنسا وكذلك تم إيقاف سيارة من نوع دايوو، تبين أنها كانت تقوم بمهمة فتح الطريق للشاحنة وألقي القبض على صاحبها المدعو (ب.و.ع) من ولاية الشلف والي كان يستعمل رخصة سياقة مزورة بغرض التمويه، أما عن التهم (ب.ر) فقد وجدت رخصة سياقته عند (ب.ج) سائق الشاحنة والذي تبين أنه تربطه صلة قرابة به. وبعد استكمال التحقيقات اتضح أن أفراد هذه الشبكة قاموا بنقل وتهريب كميات مختلف من المخدرات لأكثر من مرة، وأهمها نقل وتهريب المخدرات إلى فرنسا عير موانئ كل من الجزائروهران وبجاية لأربع مرات وأخرى إلى أليكانت الإسبانية عبر ميناء وهران مقابل مبلغ مالية تصل إلى 5000 أورو للعملة. وحول هذا اعترف المهاجر (ع.ع) الذي يملك والده فندقا في فرنسا أنه قام بتصدير المخدرات أكثر من مرة إلى مرسيليا عبر عدة موانئ بسيارة من نوع باجيرو استعملت عجلاتها لنقل المخدرات واعترف المتهم أن السلع كانت تمر عبر الميناء دون تفتيش وهذا بتواطئ مع أحد أعوان الجمارك لتصل إلى مرسيليا وتسلم إلى شخص يدعى (فؤاد القسنطيني). أما عن مهمة (ب.ج) و(ب.ر) فكانا ينقلانه داخل التراب الوطني ويتوليان سياقة السيارات المشحونة إلى غاية الميناء، بعد أن يتولى أشخاص مجهولون بشحن الكميات وهذا تحت إمرة شخص يدعى إبن الحاج عبد القادر والذي يعتبر رئس الشبكة وهو متواجد بالمغرب الأقصى. وعن الشاحنة المضبوطة فهي مسروقة من الخروبة بالجزائر العاصمة وتسير بلوحة أرقام مزورة. وعليه وبعد الإستماع إلى أقوال المتهمين الأربعة التي تفاوتت بين الإعتراف والنكران وكذا الإستماع إلى الدفاع، وأيضا مرافعة النيابة العامة التي إلتمست عقوبة السجن المؤبد المتهمين بإعتبار أن القضية خطيرة على كافة المستويات. نطقت هيئة المحكمة بعد الفراع من المداولات والتي دامت لأكثر من ساعات بالحكم القاضي بسجن المتهمين الأربعة 20 سنة نافذة.