يتحدث الإعلام هذه الأيام عن ارتفاع أسعار الخراف وقالوا: إن السبب هو زيادة الطلب على الخراف استعدادا للعيد الكبير وأيضا بسبب تهاطل الأمطار.. وبالتالي إمكانية وفرة الأعشاب..! لكن الجماعة المؤيدة لتعديل الدستور والعهدة الثالثة تقول: إن ذلك مؤامرة على أحزاب التحالف.. من أجل إفساد احتفاء الشعب بعيد سعيد في ظل النجاح في تعديل الدستور، والترشح لعهدة ثالثة..! المغرضون إذن حسب التحالف لا يريدون للجزائريين الفرحة والإبتهاج.! وقد يفكر ولد عباس في سن قانون يسمح بتوزيع منحة على المعوزين لأجل شراء كبش العيد.. وبالتالي إدخال الفرحة على هؤلاء.! ألم يفكر وزير الشؤون الدينية والأوقاف في مساعدة الحجاج على أداء الحج بمساعدة من الدولة وتذليل صعوبة ارتفاع أسعار الحج.! الدولة وظيفتها الحديثة هي أن تكون منظما للأسعار.! عندما ترتفع البطاطا تتدخل الدولة بجلب بطاطا من كندا.. وعندما تزيد أسعار الحج تتدخل الدولة.. وعندما تزيد أسعار الكباش تتدخل الدولة..! لكن الدولة لا تتدخل أبدا عندما تنزل أسعار البوصة الحقيقية في بور سعيد.! ولا تتدخل عندما تنزل قيمة النواب سياسيا في البرلمان، وإذا تدخلت في هذا الأمر فلرفع أجور النواب بغرض رفع قيمتهم لدى الناس..! أما الحكومة ووزراؤها فهم عملة صعبة غير قابلة للنزول، فهم دائما بقيمتهم المرتفعة حتما ولو انخفضت قيمة البلد كلها.. وليس الأسعار فقط.! ومن قال إن الأزمة الإقتصادية العالمية تصل الجزائر.. ففي الوقت الذي تتدهور فيه أسعار المواد الغذائية في العالم تزيد عندنا أسعار اللحوم..! لماذا؟ لأننا دولة لا تحكمها قوانين الإقتصاد.. دولة تتمتع بمناعة خارقة للعادة.!