باشرت منذ أيام إدارة مركب "الشهيد حملاوي" بقسنطينة عمليات وضع الكراسي بالمدرجات في نطاق إعادة الاعتبار لهذا المرفق الرياضي الهام الذي كثيرا ما احتضن لقاءات دولية على غرار المنافسات التأهيلية لكأسي العالم بالمكسيك وإسبانيا، حيث كان حضور "الخضر" ملفتا وكان ملعب 17 جوان التسمية التي كان يحملها سابقا مركب عاصمة الشرق فأل خير على المنتخب الوطني وصور أهداف زيدان وماجر وبلومي بهذا الملعب التي كانت فاصلة في التأهل تبقى راسخة في الأذهان. اليوم الملعب بدأ فعلا يستعيد بريقه بأرضية، وصفها المدرب الوطني سعدان، بأنها الأحسن في الوقت الحالي وكان يفضل أن تجرى بعض اللقاءات التصفوية لكأس العالم 2010 به، غير أن ذلك ليس ممكنا لسبب واحد هو عدم توفر الولاية رقم 25 على فندق 5 نجوم وستزيدها الكراسي الملونة التي وضعت الحمراء منها بأحد الجناحين المغطيين منظرا رائعا للملعب وهي العملية التي لقيت استحسانا وإعجابا كبيرين ليس بالنسبة لأنصار الفريقين المحليين المولودية والشباب فحسب، بل لكل من يعبر الطريق المحاذي للمركب وحتى السكان المجاورين له. عملية وضع الكراسي البلاستيكية التي ستنهي معاناة الجلوس على الاسمنت وما يسببه من متاعب والتي ستكلف، حسب ما علمناه، أزيد من نصف مليار سنتيم ستجعل من ملعب مركب "الشهيد حملاوي" ملعبا بمقاييس عالمية، سيما وأن أشغال إعادة الاعتبار تمت بنجاح على كافة المستويات بما فيها الأرضية الجيدة وأجهزة امتصاص المياه وهو ما لاحظناه خلال إحدى مقابلات شباب قسنطينة؛ حيث لم تتسبب الأمطار الغزيرة في عرقلة اللعب وإلحاق الأضرار بالأرضية، غير أن ما يخشاه بعض مسؤولي المركب ومن ورائهم مسؤولي الولاية وحتى بعض المحبين هو أن تطال هذه الكراسي أعمالا تخريبية وأن تمتد إليها أيادي الفساد من أشباه المناصرين، خاصة في حال حدوث أوضاع وصور هيجان بانهزام فريق ما من الفرق المنشطة للمباريات هناك ونعني فريقي المولودية والشباب.. فالمطلوب اليوم ليس فقط وضع كراس، بل المحافظة عليها وحمايتها.