سجلت ولاية قسنطينة خلال السنوات الأخيرة العديد من المشاريع في قطاع الشباب والرياضة لم تسجلها منذ الاستقلال، حيث استفادت في السنتين الأخيرتين فقط من غلاف مالي لقطاع الشباب والرياضة في حدود ثلاثة ملايير دج لإنجاز منشآت من شأنها التنفيس عن الشباب والسماح لهم بتفجير طاقاتهم ومواهبهم التي تشكل رصيدا ودعما للفرق المحلية وحتى الوطنية في مختلف الرياضات. 8 قاعات متعددة الرياضات في الأفق مدير الشباب والرياضة بالولاية، السيد زكريا قريشي، أكد أنه وفي إطار مجهودات الدولة الرامية إلى ترقية القطاع وفي سابقة لم تشهدها قسنطينة منذ الاستقلال، تم برمجة انجاز 8 قاعات متعددة الرياضات تتسع كل واحدة منها ل500 متفرج في مدة تتراوح بين 16 و18 شهرا على أقصى التقدير. وقد تم توزيع هذه القاعات على مختلف مناطق الولاية لتكريس سياسة التوازن الجهوي على مستوى كل البلديات، حيث تم مراعاة الحركية الرياضية بكل بلدية. وستكون القاعة الأولى حسب ذات المتحدث، بحي زواغي سليمان، وقد تم إسناد المشروع إلى مقاول خاص باشر شهر جويلية الفارط إنجاز هذه القاعة التي ستكون مجهزة بأحدث الوسائل. القاعة الثانية التي انطلقت بها الأشغال ستحتضنها بلدية ديدوش مراد، في حين تم وضع ورشة البناء الموكل لها أشغال إنجاز قاعة أولاد رحمون، كما انطلقت الأشغال بكل من قاعتي بلديتي ابن زياد وزيغود يوسف في غضون الأشهر الفارطة، حسب تأكيد مدير الشباب والرياضة بقسنطينة، الذي أضاف أن هناك ملف قاعتين على طاولة لجنة الصفقات الولائية، ومن المنتظر مباشرة إنجاز قاعتي بلديتي عين أعبيد وحامة بوزيان بعدما تم تحضير كل الأمور. بلدية قسنطينة هي الأخرى سيكون لها نصيب من هذه المشاريع، حيث وحسب السيد قريشي، سيتم إنجاز قاعة جديدة بحي 20 أوت وسيجسد المشروع على أنقاض قاعة برشاش القديمة التي أصبحت لا تتماشى مع متطلبات النشاطات الرياضية، خاصة وأنها تحتل موقعا استراتيجيا هاما وتشهد حركية دائمة. وعاينت لجنة وزارية هذا المكان في الشهور الفارطة لوضع اللمسات الأخيرة للمشروع، الذي سيضم قاعة متعددة الرياضات ستكون تحفة رياضية بوسط مدينة قسنطينة، غير أن انطلاق الأشغال تأخر لبعض الوقت بسبب إعادة رخصة برنامج المشروع من إنجاز قاعة متعددة الرياضات إلى تهديم وإنجاز قاعة متعددة الرياضات. هذا، وقد برمجت المديرية مستقبلا بهدف تغطية كل بلديات الولاية، قاعات متعددة الرياضات بكل من البلديتين النائيتين، ابن باديس و بني حميدان، اللتين تغيب فيهما الجمعيات الرياضية، وهذا في محاولة لإعطاء فرصة لكل شباب الولاية للاستفادة من هذه المرافق الرياضية. وتدعم قطاع الشباب والرياضة بولاية قسنطينة بمشروعين لإنجاز مسبحين، الأول أولمبي بتكلفة حوالي 39 مليار سنتيم وبطول 50 مترا، يقع بالمعهد العالي لتكوين إطارات الشباب والرياضة بالقرب من المركب الرياضي الشهيد حملاوي، ويمتد على مساحة حوالي 13 ألف متر مربع ويتسع 1200 مقعد، وقد انتهت الأشغال الكبرى به وفاقت نسبة الإنجاز 80 ، حيث سيكون هذا الصرح الرياضي لا محالة متنفسا إضافيا لشباب المدينة ويبعث من جديد السباحة بقسنطينة ويخفف الضغط عن مسبح المعهد المجاور له. أما المسبح الثاني فسيكون بالمدينةالجديدة علي منجلي، وهو مسبح نصف أولمبي ب25 مترا، سيكون مكسبا لشباب المدينةالجديدة علي منجلي، وحتى شباب المدينةالجديدة ماسينيسا، وكذا شباب بلدية الخروب والمناطق المجاورة لها، في انتظار تجسيد استراتيجية مديرية الشباب والرياضة وفق النظرة المستقبلية الجديدة ،التي تهدف إلى تزويد كل بلدية بمسبح نصف أولمبي، مع العلم أن الولاية تضم في الوقت الحالي 14 مسبحا ولكنها لم ترق إلى تصنيف مسبح، حسب تأكيد مدير الشباب والرياضة، الذي صنفها على أساس أنها أحواض مائية، وهي أحواض وزعت في السنوات الماضية على البلديات التي فرطت فيها، إلا أنه ومؤخرا أصدرت السلطات الولائية تعليمات صارمة لهذه البلديات من أجل التكفل بالأحواض التي تملكها، وهناك بعض البلديات التي باشرت العملية. وعرف مشروع مسبح المدينةالجديدة علي منجلي بعض التأخر، بسبب تهيئة الأرضية الصخرية والصعبة المحيطة بمكان المسبح، والتي كلفت أموالا باهظة، ما جعل القائمين على المشروع يعيدون دفتر الشروط بالتنسيق مع مكتب الدراسات المكلف بالمشروع للتأقلم مع المعطيات السابقة، خاصة وأن مناقصة الإنجاز كانت 3 مرات غير مجدية. ولا يكاد يخلو الحديث عن المسابح بقسنطينة من التطرق إلى مسبح سيدي مسيد الذي كان مفخرة السباحة بمدينة الجسور المعلقة وأخرج العديد من الأبطال، والآن هو في مرحلة التقاعد المسبق بسبب مشكل التزويد بالماء من جهة، ومن جهة أخرى ضعف التسيير من طرف البلدية التي حاولت في العديد من الأحيان تأجيره لخواص لكن العملية تفشل في كل مرة، وفي هذا الصدد وجهت مديرية الشباب والرياضة لولاية قسنطينة نداء إلى البلدية لمراعاة هذا المرفق، وأكدت استعدادها لتقديم المساعدة التقنية لفتحه وإعادة البريق إليه من جديد، حيث يعكف أحد الخواص على وضع اللمسات الأخيرة على هذا الصرح الرياضي الذي يضم مسبحا أولمبيا وحوضين آخرين، بعدما تكفلت البلدية باقتناء مضخة جديدة بتكلفة 120 مليون سنتيم. مديرية الشباب والرياضة وجهت طلبا إلى الوصاية قصد الاستفادة من 4 مسابح جديدة لولاية قسنطينة لتخفيف الضغط عن المسابح الموجودة، حيث تم اقتراح بلديات الخروب، أولاد رحمون، عين أعبيد وعين السمارة. عشب من الجيل الخامس لملعبي عين أعبيد والدقسي وفي إطار إعادة الاعتبار إلى المساحات الرياضية وفق التصور المسطر والمخطط من طرف القائمين على قطاع الشباب والرياضة بالولاية، قررت مديرية الشباب والرياضة بقسنطينة تهيئة بعض المرافق الرياضية لفائدة الشباب، ومن ذلك إعادة الاعتبار لملعب الدقسي بمبلغ حوالي 8 ملايير سنتيم، حيث تم تزويد الملعب بالعشب الاصطناعي من الجيل الخامس بتكلفة حوالي 6.7 ملايير سنتيم، مع إعادة الاعتبار لغرف تغيير الملابس، إضافة إلى برمجة إعادة الاعتبار للمدرجات بتهديم المدرجات القديمة التي لم تعد صالحة وبناء مدرجات جديدة حتى يكون هذا المرفق بمثابة قطب رياضي لفائدة أندية الولاية، بعدما كان ملجأ للمنحرفين ومركزا للآفات الاجتماعية من تعاطي للمخدرات والكحول وغيرها. ملعب عين أعبيد، هذا المرفق الرياضي الذي أصبح مكسبا لسكان المنطقة، زود هو الآخر ببساط من العشب الاصطناعي من الجيل الخامس بنفس تكلفة بساط ملعب الدقسي، في انتظار استكمال بناء مدرجاته بعدما وعد والي الولاية بالتكفل بالعملية. وأكد مدير الشباب والرياضة بقسنطينة أن العملية متواصلة لإعادة الاعتبار لعدد آخر من الملاعب بتزويدها ببساط من العشب الاصطناعي من الجيل الخامس، وتهيئة وإنجاز غرف تغيير الملابس، وكذا المدرجات، ويتعلق الأمر بملعب زيغود يوسف، وكذا ملاعب بلديات عين السمارة، زيغود يوسف، ابن زياد، حامة بوزيان وديدوش مراد في خطوة لتوفير ملعب بهذه المواصفات والمعايير لكل بلدية من بلديات قسنطينة الأثنتي عشرة. إعادة الاعتبار إلى جل المنشآت في المرحلة المقبلة
كما سطرت مدير الشباب والرياضة بقسنطينة وفي إطار البرنامج الخماسي 2009 -2014، برنامجا واسعا للنهوض بالمنشآت الرياضية الموجودة، حيث سيتم إعادة الاعتبار لكل المرافق الرياضية على مستوى الولاية وتهيئتها، إضافة إلى تخصيص تجهيزات بيداغوجية رياضية لتدعيم أقطاب التنمية الرياضية من ألواح إلكترونية، بُسطٌ محترفة للرياضات القتالية، وكذا برمجة العديد من المشاريع الطموحة على غرار تجسيد 5 قاعات متعددة الرياضات بأحياء المدينة الأكثر كثافة سكانية، إضافة إلى تموين رابطة تنس الطاولة بمجموعة من الطاولات تشجيعا لها على المجهودات المبذولة، وإنجاز 7 مساحات للعب لكرة القدم والكرة الحديدية بكل من بلديات ابن زياد، مسعود بوجريو، ابن باديس، أولاد رحمون، زيغود يوسف وقسنطينة، وقد كانت هذه العملية وفق احتياجات كل بلدية. كما ستستفيد الولاية، حسب مدير الشباب والرياضة، من 5 مركبات جوارية ودارين للشباب حسب احتياجات كل بلدية. وشهد ملعب الشهيد بن عبد المالك رمضان هو الآخر خلال السنة الفارطة، ديناميكية في الإنجاز ضمن البرنامج طويل المدى المخصص لتهيئته، حيث حدد تاريخ تسليمه من طرف المؤسسة المشتركة الفرنسية الإيطالية يوم 31 ديسمبر 2010. وسيصبح الملعب بعد إنجاز مشروع "الترام واي"، تحفة رياضية ومفخرة للمدينة وسيضم حسب البطاقة التقنية الجاهزة، مرافق تجارية، حظيرة للسيارات ومدرجات من الجهات الأربع بعدما كانت مقتصرة على جهتين فقط، وبذلك ستزداد طاقة استيعابه، وهو برنامج يدخل في إطار عصرنة المدينة. بدوره استفاد مركز الفروسية بالبوليقون من 350 مليون سنتيم لتجهيز الإسطبلات وإعادة مرابط الأحصنة، خاصة وأن المركز يستعد للاستقبال منافسات جهوية ووطنية. وأكد مدير الشباب والرياضة بولاية قسنطينة، في سياق متصل، أن مشروع المركب الرياضي الذي سيكون بالمدينةالجديدة علي منجلي في طريقه الصحيح، خاصة بعدما انتهت اللجنة الوطنية من إعداد دفتر الشروط وأعطت الضوء الأخضر للإعلان عن المناقصة الدولية أو الوطنية، وقد تم تهيئة المكان الذي سيتقبل المشروع بمنطقة قطار العيش بعدما تم إخلاؤه من بائعي الخردوات الذين تم تحويلهم إلى منطقة الدوامس بعين أعبيد. من جهته، أكد والي الولاية في العديد من المناسبات، أن هذا المشروع الضخم سيخفف الضغط على المركب الرياضي الشهيد حملاوي، كما سيكون مفخرة للولاية وحتى الوطن، كونه سيتسع لحوالي 54 ألف متفرج، كما سيكون بشكل معماري مطابق لملعب عش النسر ببكين بالصين، الذي احتضن افتتاحية الألعاب الأولمبية الأخيرة. من جهته، كشف والي قسنطينة خلال إحدى زياراته الميدانية للمشاريع التنموية بالولاية، عن عدة عراقيل تواجه السير الحسن لتقدم المشاريع الخاصة بالقطاع الرياضي، ومن بينها عزوف المقاولين عن إنجاز مثل هذه المشاريع حيث أكد أن هناك 21 مشروعا في مجال الرياضة تم الإعلان عنها عبر مناقصات وطنية ولم يتقدم أي مقاول بملف قصد الحصول على المشروع ما جعل المناقصات تكون دون جدوى. بينما أشرفت أشغال المقر الجديد لفريق شباب قسنطينة بمحاذاة الملعب الملحق لمركب الشهيد حملاوي، على الانتهاء، حيث من المقرر أن تسلم السلطات الولائية مفاتيح المقر الذي كلف إنجازه 42 مليون دج لفريق الشباب في غضون الأسابيع المقبلة ليكون محل إقامة الفريق، بعدما استرجعت الولاية فندق المرحبا بالقرب من المطار الدولي محمد بوضياف الذي كان إقامة الفريق، ووعدت في ذات الوقت إدارة الفريق بتعويض ذلك بإقامة جديدة على شكل القبة البيضاء لفريق مولودية قسنطينة. ويبعد المقر الاجتماعي الجديد لفريق شباب قسنطينة الذي أنجز في مدة 10 أشهر، بعشرات الأمتار فقط عن مقر الجارة المولودية وعن مركب الشهيد حملاوي، وبذلك سيستريح الفريق من عناء التنقل من إلى الملعب. أرضية ملعب الشهيد حملاوي تتدهور قامت الشركة الهولندية "انتتراد هولند كونسيلتنغ" التي وضعت بساط ملعب الشهيد حملاوي في الأشهر الفارطة بعملية صيانة لأرضية الملعب المشكلة من العشب الطبيعي، حيث عملت على مراقبة مدى نفاذية التربة ووضع الأسمدة الخاصة التي تم استيرادها من الخارج، لكن ومع مرور الوقت تدهورت الأرضية مجددا، وقد أبدى مدرب مولودية قسنطينة مصطفى كيوة مؤخرا عدم رضاه على نوعية الأرضية وطالب باستقبال الفرق الضيفة خارج ملعب الشهيد حملاوي. وحسب مدير الشباب والرياضة بقسنطينة، فإن الشركة الهولندية التي قامت بأشغال اعادة تهيئة ملعب 5 جويلية بالعاصمة مؤخرا، تخلت عن تجهيز الملعب الملحق لملعب الشهيد حملاوي بالعشب الطبيعي مثلما كان متفقا عليه في دفتر الشروط، حيث وبعدما بدأت في تهيئة الأرضية لوضع العشب الطبيعي من النوع الموجود بملعب الشهيد حملاوي، قررت الشركة حزم أمتعتها ومغادرة الملعب الملحق رغم الإعذارات الثلاث التي وجهت لها، وهو ما أدى إلى إلغاء الاتفاقية مع عدم تسديد فاتورة الأشغال التي قامت بها الشركة بالملعب الملحق، حيث تم الاستنجاد بمقاول محلي لاستكمال ما لم تكمله الشركة الهولندية التي وعدت في وقت سابق بإنشاء مشتلة للعشب الطبيعي ومشتلة للأزهار والورود، بعدما طلبت قطعة أرضية من السلطات المحلية الولائية للاستثمار فيها لتجعل من قسنطينة بوابة إفريقيا لأعمالها المستقبلية، لكن المشروع بقي حبرا على ورق. ومن جهة أخرى، أكد مدير الرياضة بولاية قسنطينة، أن هناك تجربة مشجعة رأت النور بمدينة الجسور المعلقة من خلال استحداث أقطاب التنمية، وهي عبارة عن مدارس لتكوين الأجيال وتزويدها بالتجهيزات البيداغوجية، هذه المشاريع لأقسام الرياضة والتربية انطلقت السنة الفارطة كتجربة داخل المتوسطات تسهر عليها طواقم بيداغوجية رياضية تعمل بالتنسيق مع مديرية التربية، وسيكون العمل والتركيز في المجال القريب على إنجاز أكبر عدد من هذه الأقسام الرياضية في خطوة للاكتشاف المواهب، وكذا صقلها وتوجيهها في الطريق الصحيح حتى تكون خزانا للمنتخبات المحلية والوطنية، حسب مدير الشباب والرياضة لولاية قسنطينة، الذي وجه دعوة للمحافظة على هذه الممتلكات التي تعد مكسبا وأمانة للأجيال اللاحقة. وكانت إعادة الاعتبار لملعب الشهيد حملاوي من العمليات الكبرى التي شهدها القطاع، حيث جهز الملعب ببساط من العشب الطبيعي، مع تجديد غرف تغيير الملابس وكراسي للمدرجات، لكن وخلال داربي الموسم الفارط في مرحلة العودة بين الشباب والمولودية تم تكسير حوالي 2567 كرسي وقدرت الخسارة المالية آنذاك بأكثر من 700 مليون سنتيم، حيث باشرت المؤسسة المسؤولة إصلاح كل الكراسي المخربة مع تحديد المسؤولية وتحميل كل من الناديين الشباب والمولودية مصاريف هذه الأضرار. وعلق مدير الشباب والرياضة على هذه الأفعال، قائلا بأنها تندرج ضمن السلوكات غير الرياضية التي تعتبر تصرفات ضد المجتمع، خاصة وأن المشكل تفاقم حيث أصبح المشاغب يقوم بالتخريب حتى وفريقه فائز. ليضيف أن دور بعث الروح الرياضية هو دور الجميع انطلاقا من رؤساء الأندية إلى اللاعبين، حيث دعا الجمعيات إلى ضرورة تأطير أنصارها من خلال تحريك لجان الأنصار على أرضية الميدان وليس على الورق فقط.