قالت متحدثة باسم البيت الأبيض الأمريكي أن واشنطن ستعيد النظر في إستراتيجيتها إزاء كوريا الشمالية، وذلك بعدما رفضت الأخيرة إبرام اتفاق يتضمن إجراءات للتحقق من أنشطتها النووية.واعتبرت المتحدثة دانا ديرينو أن كوريا الشمالية لم تستغل الفرصة المتاحة لها خاصة بعدما قام الرئيس الأمريكي جورج بوش مؤخرا برفع اسمها من قائمة واشنطن للدول الراعية للإرهاب.لكن ديرينو قالت في الوقت نفسه أنه من المبكر جدا تحديد الخطوات التي ستقوم بها واشنطن، مضيفة أن الإدارة الأمريكية بانتظار التقرير الذي سيقدمه كبير المفاوضين الأمريكيين كريستوفر هيل عن المحادثات التي اختتمت أول أمس في العاصمة الصينية بكين.وكان هيل قال أن جولة المحادثات فشلت في تحقيق تقدّم بشأن تنظيم عملية تفتيش المنشآت النووية لدى كوريا الشمالية، فيما اتفق مندوبا الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية على أن العقبة الرئيسية تكمن في رفض بيونغ يانغ تمكين المفتشين من الحصول على عينات من التربة والنفايات من منشآتها النووية في يونغ، وبعد أربعة أيام من المحادثات بمشاركة الكوريتين والولاياتالمتحدة والصين إضافة إلى اليابان وروسيا، اكتفى بيان صادر عن الدولة المضيفة بالقول أن المشاركين وافقوا على عقد الاجتماع المقبل في أسرع وقت ممكن، لكن وكالة كيودو اليابانية للأنباء نقلت عن أكيتاكا سايكي كبير المفاوضين النوويين في اليابان قوله أن احتمال عقد الجولة المقبلة من المحادثات السداسية يبدو "صعبا للغاية"، ويأتي فشل هذه الجولة ليوجه ضربة لإدارة بوش الذي كان يأمل تحقيق نجاح دبلوماسي قبل أن يترك الحكم في العشرين من جانفي الماضي لخليفته باراك أوباما. وكان المطلب الأساسي للدول الخمس من كوريا الشمالية هو أن تقبل باتفاق مكتوب للتحقق مما تعلنه عن أنشطتها النووية بعد أن سبق لهم إقناعها بإجراء تفكيك جزئي لمنشآتها في مجمع يونغبيون النووي وذلك ضمن اتفاق تم التوصل إليه عام 2007 لنزع السلاح مقابل مساعدات. يذكر أن المحادثات السداسية بدأت عام 2003 ولم تنجح في الحيلولة دون إجراء كوريا الشمالية تجربتها النووية الأولى في أكتوبر عام 2006، لكنها أفلحت لاحقا في تحقيق تقدم متقطع على صعيد تقليص طموحاتها النووية.