دمرت كوريا الشمالية أمس برج التبريد في مفاعل يونغبيون النووي، في خطوة رمزية لإثبات التزامها بتفكيك برنامجها النووي بعد يوم من تسليمها للصين إعلاناً يتضمن معلومات تفصيلية حول برنامجها النووي. ويضم يونغبيون الواقع على بعد مائة كلم شمال العاصمة بيونغ يانغ، مفاعل أبحاث بقدرة خمسة ميغاواط ومركزا لمعالجة البلوتونيوم. وقد طالبت كوريا واشنطن بالتخلي عما سمتها السياسة العدائية حيالها، ورحبت في الوقت نفسه ببدء الأخيرة رفع بعض العقوبات عنها لاسيما شطبها من لائحة الدول الداعمة للإرهاب. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية "نعتبر ذلك إجراء إيجابيا ونرحب به". وسلمت بيونغ يانغ أول أمس الخميس إعلانا حول أنشطتها النووية بعد تأخر سبعة أشهر للصين أبرز حليف لها، في بادرة لاقت ترحيبا لدى المجموعة الدولية. ونقلت بكين بدورها الإعلان أمس إلى الدول الأخرى المشاركة في المفاوضات السداسية، كما أعلن كريستوفر هيل كبير المفاوضين الأمريكيين بهذا الملف. وقال هيل إن الاعلان يضم "لائحة بكل المواد النووية والانشطارية وتلك المستخدمة في صنع القنابل". وأكد أنه سيحاول مع الأطراف الأخرى تحديد موعد للاجتماع المقبل للدول الست المشاركة في المفاوضات وهي الكوريتان الشمالية والجنوبية والصين واليابان والولايات المتحدة وروسيا. وقوبلت خطوة بيونغ يانغ تلك بترحيب من دول وتحفظ من قبل أخرى, وسارع الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى رفع جزئي للعقوبات التجارية المفروضة عليها والتعهد برفعها من قائمة الدول الراعية للإرهاب إذا قدمت بيانا مفصلا بأنشطتها. وقال بوش إنه يتعين على كوريا الشمالية أن تنفذ باقي تعهداتها في مجال تفكيك قدراتها النووية تحت طائلة مواجهة "عواقب أخرى" محذرا من أنه سيتم فرض مزيد من العقوبات عليها "إذا اتخذت خيارات خاطئة" وأخلت بوعودها بالكشف التام عن نشاطاتها. ومن جهته رأى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن التصرف الكوري "تطور مشجع جدا" وهو موقف عبر عنه أيضا وزير خارجية كندا ديفد إيمرسون, في حين قال نظيره الكوري الجنوبي يو ميونغ هوان إن سيول تنظر إلى ذلك بإيجابية. بيد أن مكتب الرئيس الجنوبي لي ميونغ باك دعا إلى تحليل التصرف الشمالي بتروّ للتأكد من أنه خطوة على طريق التفكيك الكامل لبرنامج بيونغ يانغ النووي، وهو ما أعلنه وزير الخارجية الياباني ماسا هيكو كومورا داعيا إلى "التحقق من محتويات الإعلان".