بدأت أمس في العاصمة القطرية الدوحة أعمال المؤتمر العربي الأول لحقوق الإنسان والذي يستمر لمدة يومين. ويعكف المشاركون في المؤتمر الذي تنظمه قطر بالتعاون مع الجامعة العربية واقع حقوق الإنسان في الوطن العربي ووضع مبادئ العمل للخطة الإستراتيجية لجامعة الدول العربية في مجال تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها للفترة 2008 -2013. وقال طالب توفيق السقاف مقرر لجنة خبراء حقوق الإنسان في الجامعة العربية، في تصريح نقلته عدد من وكالات الأنباء، إن ثلاث دول هي قطر والسعودية واليمن، أخطرت الجامعة العربية رسميا بمصادقتها على الميثاق، لتنضم إلى سبع دول عربية أخرى، قد صادقت بالفعل على الميثاق، معربا عن أمله في أن تصادق الدول العربية المتبقية خلال الفترة المقبلة على الميثاق. وانتقد طالب ضآلة حجم مخصصات حقوق الإنسان من الأموال والمؤسسات والقوى البشرية في العالم العربي على المستويين الوطني والإقليمي، مشيرا في هذا الصدد إلى أن إدارة حقوق الإنسان بالجامعة العربية «تضم اقل من خمسة موظفين وتبلغ مخصصاتها من ميزانية الجامعة اقل بكثير من 50% من إجمالي موازنة الجامعة». وأوضح قائلا «نحن نتطلع إلى مانحين عرب ودوليين لتعزيز هذه الخطة»، مشيرا إلى أن عددا من وكالات إنماء دولية أمريكية وسويدية وكندية ويابانية والاتحاد الأوروبي رحبت بتقديم الدعم. وفي جلسة العمل الأولى قدم طالب مشروع الخطة الإستراتيجية لجامعة الدول العربية في مجال تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها للفترة 2008 - 2013، وأشار فيها إلى التهديدات التي تواجه حقوق الإنسان في العالم العربي وحدد أهمها في غياب آليات الحماية على المستوى الإقليمي وتهديدات وتحديات عامة «الأمية، والفقر، والإرهاب، والنزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية»، وضعف التزام اغلب الدول العربية بالمعايير الدولية والنقص في الوعي العام بحقوق الإنسان، وضعف آليات الحماية الوطنية وغياب المساءلة والشفافية وضعف المشاركة الشعبية. احتج الوفد السوداني على مشروع خطة إستراتيجية لخبراء بجامعة الدول العربية في مجال تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها عرضت على المشاركين في المؤتمر العربي الأول لحقوق الإنسان المنعقد حاليا بالعاصمة القطرية الدوحة. وجاء الاحتجاج السوداني على مشروع الخطة –الذي أعدته لجنة خبراء في حقوق الإنسان تابعة للجامعة العربية- بعد أن حث الدول العربية على الانضمام للاتفاقيات الدولية والإقليمية لحقوق الإنسان. ويجد هذا الاحتجاج مبرره -حسب بعض المشاركين في المؤتمر- من كون هذه الدعوة تستبطن مطالبة الدول العربية بالانضمام لميثاق روما المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية، التي اتهم المدعي العام فيها لويس مورينو أوكامبو في جويلية الماضي الرئيس السوداني عمر حسن البشير بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية بإقليم دارفور في غرب السودان.