وكان أحمد راشدي قد قال في تصريح سابق إنه رفض عرض فيلمه الجديد في افتتاح المهرجان وآثر أن يكون أول ظهور عالمي ل"أسد الجزائر" في خضم المنافسة التي يرى راشدي- أنها تلقى الحظ الوافر من المتابعة والتقييم، بعيدا عن ضجّة الافتتاح التي استثمرها المخرج الأمريكي "أوليفير ستون" في الترويج لإنتاجه السينمائي الجديد الذي يحمل اسم"w"، كرمز للاسم الأوسط للرئيس جورج والكر بوش.. في سياق متصل، اعتبر المتابعون لما عرض - إلى غاية يوم أمس - من أفلام سينمائية في سياق مسابقة المهرجان، اعتبروا المستوى راقيا؛ خصوصا بعد أن أثبتت نماذج من السينما الفيتنامية والإفريقية حضورها القوي في فعاليات المهرجان من خلال مشاركتها بمسابقة المهر للإبداع الآسيوي والإفريقي. وفي هذا الصدد برزت أفلام لافتة، على غرار فيلم "قمر في قاع البئر" للفيتنامي غوين فين سون، و"تولبان" لسيرغيه دوفرتسوي من كازاخستان، إضافة إلى فيلم "مصطفى بن بولعيد" لأحمد راشدي، الذي لاقى استحسان النقاد والأقلام الصحفية العربية، التي وصفته ب"الملحمة" ورشّحته ضمن أقوى أفلام المهرجان، رغم ما أعابه البعض عليه من طول وإسهاب قي المشاهد.. تعد حظوظ راشدي في التتويج كبيرة، خاصة بعد تعثّر بعض الأفلام التي كانت مرشّحة للتتويج، على غرار الفيلم الروائي العراقي الطويل "فجر العالم" للمخرج عباس فاضل الذي تعثر في إقناع المتلقي بأحداثه التي رغب صناع الفيلم في أن تجري خلال حقبة عقدين من الزمان ثم تتوقف العام 1990، كما أن العمل الذي صورت أحداثه خارج العراق (في مصر)، عجزا - حسب المتابعين - في التوفيق بين البيئة العراقية وتفاصيلها ولهجات الشخصيات التي بدت غريبة عن المحكي العراقي .. في سياق آخر، انطلقت أول أمس ندوة الجسر الثقافي التي شارك فيها الروائي الجزائري ومدير المركز الثقافي الجزائري محمد ملسهول بمعية الموسيقار الأمريكي هاري بيلافوتييه والمخرجة الهندية ديبا مهيتا والمخرج الأثيوبي هايلي جيريما. ناقشت الندوة تصحيح الأفكار الخاطئة التي نشرتها السينما في العالم خلال تاريخها الطويل، وأجمع فيها المتحدثون على ضرورة وأهمية دعم سائر أشكال وصنوف الثقافة ومناصرة مفهوم التعددية في الثقافات دون إخلال بثوابت الهوية والحضارة لكل أمة وجماعة بشرية. وأكد المشاركون على أن لغة السينما الآن قادرة على تقديم إنجازات رحبة في حقل الإبداع الفكري والبصري في التخاطب بين الحضارات بشكل راق بعيد عن الكراهية والتعصب والتطرف.