قال ستون في مؤتمر صحفي بدبي قبيل حفل الافتتاح، "أتمنى أن يشاهده "الفيلم" العديد من الأشخاص في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا ويدركوا كيف أصبح جورج بوش ومن هو وأن يدركوا أن الولاياتالمتحدة ليست عدوا"، مضيفا أنه سعيد جدا باختيار الفيلم لعرض الافتتاح مما سيكسبه صدى أكبر لدى المتلقي العربي خصوصا، وكان راشدي بقراره رفض تقديم "مصطفى بن بولعيد" قد سعى - حسب تصريحه للفجر - إلى توسيع حظوظ فيلمه لحصد جوائز المهرجان باعتبار أن أفلام الافتتاح تنسى سريعا -حسب قوله-، لكن المتصفح لمقالات الصحف العربية والعالمية في اليومين الماضيين يلمس الكم الهائل من اهتمام الصحافة المختصة ومنتديات السينما بالفيلم الأمريكي الذي ارتبط خبر عرضه بخبر انطلاق الدورة الخامسة للمهرجان وهو الأمر الذي لم يستثمره راشدي في الترويج لأضخم إنتاج سينمائي جزائري، دخل قبل أيام فقد إلى قاعات السينما بحضور رئيس الجمهورية، الذي استحسن الروية السياسية لراشدي، فيما استقبل المتابعون الفيلم بسيل من الانتقادات التي لا تزال في طور التأسيس.. للتذكير يعدّ المخرج السينمائي ستون، من أكبر المناهضين للمؤسسة الرسمية الحاكمة وخصوصا إذا كانت جمهورية. هذا الصراع بلوره ستون في فيلمه الأخير "W." أو دبليو، نسبة إلى رمز الاسم الأوسط للرئيس الأمريكي. ولكن المدهش أن الفيلم كان من النوع الكوميدي. فعلى عكس ما فعله ستون في فيلم نيكسون من تفكيك دقيق لظاهرة نيكسون كرئيس وسياسي، وتشريح لدور الرئيس الأمريكي في الوصول بالمشهد السياسي إلى قمة الدراما، جاء فيلم دبليو إعادة تركيب للرئيس الأمريكي الحالي بلمسة كوميدية ظاهرة. عودة على بدء. وبعيدا عن المقارنة الأخلاقية - لا الفنية طبعا – بين فيلم يقوم على شخصية البطل مصطفى بن بولعيد وفيلم "يضحك" على شخص بوش، يبقى السؤال أكثر من ملّح، هل كان رفض راشدي عرض فيلمه في الافتتاح قرارا صائبا ؟.