قرر جناح المنشقين للأفافاس، تنظيم أول تجمع جهوي من التجمعات الأربعة المبرمجة للسداسي الأول من هذه السنة، نهاية الشهر الجاري بولاية وهران، لمناقشة القضايا التنظيمية للحزب وإعادة بعثه بعد حالة الفتور التي تطبعه وتراجعه الكبير على الساحة السياسية الوطنية. وأكد مصدر قيادي من جناح المنشقين ل"الفجر"، أن تجمع وهران سيعقد تحت غطاء جمعية محبي الأفافاس، حتى يتمكن معارضو القيادة الحالية من الحصول على رخصة لعقد نشاطهم، كونهم يفتقرون للصفة القانونية لتنظيم تجمعات شعبية. ومن جملة النقاط التي سيتم التطرق إليها "تقييم حصيلة نشاط الحزب منذ عقد المؤتمر الأخير للحزب، الذي مر عليه 15 شهرا، دون هيكلة أية فيدرالية حتى الآن، بالإضافة إلى غياب المواقف الراديكالية التي اعتاد الحزب إبداءها إزاء القضايا الوطنية والسياسية، إلى جانب خطة العمل خلال الفترة القادمة لإعادة الحزب إلى النهج الذي أسس عليه". وعن مغادرة بعض المنتخبين المحليين للأفافاس والتحاقهم بأحزاب أخرى، مثلما وقع مؤخرا ببلدية خنشلة، بجاية وتيزي وزو، أكد نفس المصدر أن ذلك "راجع إلى الارتجالية التي طبعت عملية إعداد القوائم الانتخابية المحلية، مما انعكس في النهاية على عدد المقاعد التي حصدها الحزب وتراجعه بمعاقله الرئيسية بمنطقة القبائل، فاسحا المجال للأرسيدي والأفالان والأرندي". ومن المنتظر أن يناقش المجتمعون أيضا نسبة تجنيد مناضلين جدد في الحزب بعد المؤتمر الأخير، حيث تكاد تكون منعدمة، وهوما جعل ذات المتحدث ينقل مخاوف المنشقين "الذين يبدون تخوفهم من تراجع الحزب إلى صف الأحزاب المجهرية في المستقبل، في حال استمرار الأمانة الحالية في تسيير الحزب بنفس الطريقة، بدليل أن المؤتمر الأخير حضره أقل من خمسة آلاف مناضل فقط". وذهب المصدر ذاته إلى تصنيف المؤتمر الأخير في خانة العمل الإداري البحت، الذي بادرت بعقده الأمانة الوطنية بعد مرور ثلاثة سنوات على الموعد الرسمي، وهذا تجنبا لأي مفاجآت من قبل وزارة الداخلية. ومن المقرر أن يعقد اللقاء الجهوي الثاني لولايات الجنوب بعد مرور شهر على لقاء وهران، حيث ستحتضنه ولاية غرداية باعتبارها تضم عددا من المناضلين، ثم يأتي بعد ذلك لقاء جهوي لولايات الشرق ثم الوسط، لتتوج بلقاء وطني مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية.