ونظمت هذه المبادرة التي تمتد إلى غاية 27 جانفي الجاري وتحتضن فعالياتها دار الثقافة مولود معمري، من طرف جمعية "تيزي للشباب" في تيزي وزو بالتنسيق مع المجلس الشعبي الولائي، وعرفت توافدا معتبرا للجمهور قصد الاطلاع أكثر على دور هذه الجمعية والمهام المنوطة بها، وكذا الأعمال التي تم تهيئتها في هذه الأبواب المفتوحة التي عرفت مشاركة العديد من المديريات بتيزي وزو، بما فيها مديرية السياحة المعنية أكثر بمثل هذه النشاطات بالنظر إلى واقع السياحة بالولاية، الذي يستدعي تثمينه اهتماما أكبر من الجهات الوصية بالنظر إلى حجم الموروث والمنتوج السياحي، الذي أصبح في طي النسيان على مستوى المناطق الجبلية النائية التي تنتظر التفاتة جدية وفعالة إلى جانب الدور التكاملي لمديرية البيئة، التي تعتبر المحرك الرئيسي في الحفاظ على المحيط الخارجي للتجمعات السكانية والأحياء الشعبية الكبرى بالاعتماد على استراتجيتها الخاصة في إعطاء محيط حضري يتماشى ومشروع الجزائرالبيضاء الذي أظهر نتائجه في عدد من المناطق بتيزي وزو منذ تاريخ الشروع في تطبيقه، إلى جانب حضور مديرية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و الصناعات التقليدية التي لقي جناحها استقطاب الزوار محاولين تلقي شروح وافية، لاسيما حول كيفية خلق مؤسساتهم المصغرة رغم أن الموعد لم يخصص لهذا الغرض، لكن المناسبة كانت سانحة لهؤلاء للتقرب أكثر من مسؤولي هذا القطاع، أضف إلى ذلك مديرية الصحة التي لم تفوت فرصة المشاركة وكذا الشباب والرياضة، إلى جانب محافظة الغابات التي قامت بعرض مختلف التقنيات والوسائل المستعملة في تدخلاتها الميدانية ليتعرف عليها الجمهور، وكذا الديوان الوطني للسياحة الذي يعد الشريك والمحرك الأول في تفعيل الحركة السياحية في الجزائر، والذي تتواجد فروعه عبر مختلف ولايات الوطن من خلال وكالات السياحة والأسفار التي تقدم خدمات في مجال الزيارات المبرمجة داخل وخارج الوطن، وكذا الإقامات في الفنادق، إلى جانب بيع تذاكر السفر مع مراعاة فصول السنة التي تتسم بالتخفيض في الأسعار، إلى جانب وكالات سياحية خاصة ومتعاملين آخرين في المجال السياحي. وكانت هذه الحملة التحسيسية التي ستدوم 4 أيام كاملة قد كشفت عن النقص بل الغياب الكلي للمرشدين السياحيين بمنطقة القبائل، ما يدفع بالزوار والسياح العودة من حيث أتوا خاصة أن تيزي وزو تحصي مناطق غنية بالتراث الثقافي المادي و غير المادي وآثارا رومانية ومعالم تاريخية تعود إلى الحقبة الرومانية، والتي ما يزال الكثير منها لم تكتشف بعد من طرف علماء الآثار الذين تنعدم زيارتهم إلى هذه الولاية التي تكتنز في باطنها كنوز متعددة في مجالات مختلفة• كما أدرجت خلال هذه الأيام مائدة مستديرة حول المحيط على شكل ورشات تتناول جوانب المستقبل الحضري لمدينة تيزي وزو والصحة الحضرية، إلى جانب التطرق إلى دراسة واقع طبقة الأوزون بالنظر إلى الارتفاع المحسوس في درجة الحرارة خلال السنوات الأخيرة، وهو ما تخوف منه المحاضرون من خلال انعكاس الوضعية سلبا بعد ذوبان الجليد، وكذا سعيا منهم لدارسة إمكانية إبقاء الاخضرار والابتعاد على إمكانية تحول مناطق إفريقيا الشمالية إلى صحاري قاحلة. كما ستتناول المائدة المستديرة الثانية واقع وآفاق القطاع السياحي بالجزائر خاصة بتيزي وزو التي تتوفر على مؤهلات في هذا المجال، من خلال التركيز في الجانب الأول على مستقبل القطاع في ظل الاستراتيجة الجديدة التي تم اعتمادها قصد إعادة تثمين المؤهلات السياحية لكل ولاية عبر الوطن، كما سيتم التطرق إلى السياحة الثقافية التي أخذت تعرف انتعاشا ملحوظا مؤخرا من خلال إدراج عدة دورات و زيارات ميدانية إلى عدد من المناطق إلا أنها تبقى بالقليلة جدا بالنظر إلى حجم الموروث الذي تزخر به عاصمة جرجرة على أن تعرض أفلام فيديو تجسد حجم الإمكانيات والمؤهلات السياحية التي تزخر بها منطقة القبائل و التطرق إلى كيفية تثمينها وإعادة تأهيلها لتبقى شامخة و حافظة لذاكرة المنطقة إلى جانب إنشاء جدارية عملاقة من طرف طلبة مدرسة الفنون التشكيلية بعزازفة حول موضوع السياحية وآفاقه المستقبلية بالجزائر، على أن يكون الختام بحفل فناوي كبير من تنشيط أهل النوبة وفرقة الفلامينكو و تريانا دالجي.. على أن تكون زيارة خاصة للوفود المشاركة إلى منطقة تالة غيلف الواقعة على ضفاف جبال جرجرة الشامخة•